باتت شعارات ثقافة الموت واقعا مفروضا في كل مناسبة في لبنان، في الحزن..في الفرح وحتى في حالات اللوم.

فالبارحة عصفت رياح الإرهاب بقلب ضاحية لبنان الجنوبية والبارحة أصاب لبنان سهم فاجعة راح ضحيته 44 شهيدا لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون في معقل "حزب الله".

ورغم الإصطفافات السياسية والشعبية والمماحكات توحدت طرابلس مع الضاحية وطريق الجديدة مع سكان عين السكة فامتلأت المستشفيات بشبان من طريق الجديدة ممن أرادوا مزج دمائهم مع دماء إخوانهم في برج البراجنة وكأنهم يقولون للإرهاب:نحن السنة وأخوتنا الشيعة لن ينال أحد من وحدتنا.

هكذا كانت قراءة المشهد الإنساني يوم أمس لكن ما قام به شباب الضاحية الجنوبية على الرغم من تضامننا الكامل معهم ومع آلامهم يطرح علامات إستفهام حول إمكانية القدرة على المحافظة على هذا التماسك الذي حاول أهل طريق الجديدة إظهاره.

فالبارحة تم رفع شعارات الموت من خلف شاشات التلفزة ووراء عدسات الكاميرا فكان النداء الأبرز "الموت لآل سعود" ما حرك مشاعر الطائفية لدى أحد مؤيدي المملكة السعودية فكتب قائلا "كنت عم بتضامن مع وجعكم، بس شعاراتكم خللتني قول الله لا يردكم"

هذه الشعارات وغيرها لا تدل سوى على شيء واحد فقط هي ان الشعب اللبناني استبدل ثقافة الحياة بثقافة الموت وأنه قد كتب على هذا الجيل الصاعد أن يتعايش ويكيف أوضاعه مع ثقافة الموت التي تسود في معظم أقطارنا العربية عامة، وفي لبنان خاصة.

وطبعا هذا التفكير المرضي الذي أصاب الشباب ليس إلا نتيجة قادة زرعوا في عقول هذا الجيل فكرا إرهابيا عاشقا للموت، حتى استبدل الشباب كلمات الوحدة الوطنية وشعارات الحياة بألفاظ الموت.

هذه الألفاظ جعلت الاخ في الإنسانية يتراجع عن كلامه التضامني وبالطبع فليس من المستبعد أن تتحول النخوة التي أظهرها السنة يوم أمس إلى نقمة على شباب الضاحية  وذلك بسبب الكلام الإستفزازي والعنصري الذي كنا نتمنى عدم قوله.

وانطلاقا من هنا فكل ما نتمناه ان يبقى لبنان بخير وان يكف الأشخاص الذين وهبوا حياتهم إلى كهان الموت إستفزازات قد تحول لبنان العجوز إلى رماد.