وببركة رئيس التيار ، أصبح الشعب اللبناني مقسّماً ما بين أصيل و ما بين "فلسطيني وسوري" ، هذا التقسيم الذي ابتدعه جبران باسيل والذي لا ينطوي فقط على عنصرية وإنما على طائفية لا تليق بوجه لبنان الحضاري إذ أنّ دعم وزير الخارجية العوني منح الجنسية لأي كان من الشرق إلى الغرب إلاّ من حمل الإنتماء "السوري والفلسطيني" يكشف جلياً التطرّف "الداعشي" لدى العونيين  ...

ودون أن نسأل لماذا إختصر باسيل المنع من التجنس لبنانياً ، بالسوريين والفلسطينيين ، نجد الإجابة بديهية وهي تدل على التوجه الطائفي لصهر الجنرال ، فالسبب المتلطي وراء الحظر الذي فرضه جبران عبر تويتر يعود لكون أن أغلبية الشعبين الفلسطيني والسوري ولا سيما المتواجدين منهم في لبنان هم من الطائفية الإسلامية السنية .

 

ولأن السنة هم الأكثرية اللبنانية ، فيعتبر بعض المؤمنين بلبنان الطائفة لا الدولة المدنية الحضارية ، أنّ تزايد أبناء هذه الطائفة يشكّل خطراً عليهم ..

 

غير أنّ جهل الصهر المدلل ، جعله لا يدرك أنّ هؤلاء الذين يخاف من تزايدهم على مسيحيته ، يتخلّون اليوم عن لبنانيتهم  من أجل الهجرة إلى أوروبا وبهوية سورية ، فما بين 6000 مهاجراً على الأقل و 28000 ألف طلب لجواز سفر بداعي الهروب من لبنان "كما يراه جبران وأمثاله" ، نجد أنّ الوطن يتجه للتفريغ مع التنويه أن هذه الأعداد سجلت في منطقة لبنانية واحدة أغلبيتها سنية ..

 

ومن هذا المنطلق يترتب على جبران والذي هو وزير الخارجية والمغتربين أن يكون على معرفة وإطّلاع أن أكثر من يهاجرون من لبنانه "الأصيل" هم من الطائفة السنية التي فرض حظراً على تجنيس من هم بعقيدتها ؟

 

ومن وجهة نظر أخرى ، إن كنا نريد الخوض في الأصالة اللبنانية ، فأغلبية الشعب اللبناني هم من جذور لا تمت لهذا الوطن بصلة ، ومن هؤلاء باسيل نفسه والذي حسبما تداول البعض تعود أصوله لتركيا .

فضلاً عن ذلك وعن كل التفسيرات والتدرجات ، فإن ما قاله باسيل يترتب عليه تداعيات كبرى ، فحرمان المرأة اللبنانية من إعطاء جنسيتها لأولادها فقط لأنهم من أب سوري وفلسطيني أو بالمختصر سني ، يجعلنا نتوقف أمام تجنيس الأرمن !

فهذه الطائفية التي رسخها باسيل في الجنسية اللبنانية ، توجب علينا أن نقف أمام خيارين : أو تطبق على كل المساحات الطائفية فلا يجنس أحد ، أو لا تطبق ويطبق القانون ذات الروحية اللبنانية ..