في ظل الفوضى التي تسود في مساجدنا ، من مؤذنين لا يملكون لا العلم الكافي ولا الصوت الشافي ، وقبل أن ننتقد هذا التلكؤ في إختيار أصوات دينية على معرفة لتأدية الأذان ونداء المصلين ، استحبّ موقعنا أن يقارب هذا الموضوع دينياً من حيث الشرع السني والشرع الشيعي .

ولذلك أجرى موقع لبنان الجديد اتصالاً مع المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية الشيخ الدكتور حسن مرعب ، للتوقف معه على الشروط التي يجب أن تتوفر بالمؤذن حسب الشرع السني وعن أهمية الصوت في هذه المهّمة  ، الشيخ حسن أوضح لنا أنه على المؤذن أن يكون صادقاً وأميناً وعالماً بمواقيت الصلاة وأن يؤدي الأذان في وقته وأن يكون صاحب صوت جهوري جميل يحبب الناس بهذه الفريضة .

وعمّا إن كان يجوز لشخص لا يملك الصوت الجميل أن يؤذن بالمصلين ، اعتبر أن هذا الأمر لا يجوز لأنه بفعلته هذه ينفر الناس من الصلاة بدلاً من أن يقربهم منها .

 

وفي اتصال آخر أجراه موقعنا مع الشيخ حسين عبد الله من مكتب العلامة السيد حسين فضل الله ، ليستوضح منه ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر عند المؤذن من حيث الفقه الشيعي .

أفادنا الشيخ حسين أنه من الناحية الفقهية على المؤذن أن يكون مكلف شرعاً "مميز" أي بالغ أو قريب من البلوغ ، أن يكون عارفاً لفصول الآذان ، أن يكون نطقه باللغة العربية صحيح من جهة القواعد والنحو ،أن يكون قد تبيّن دخول وقت الصلاة ، وأن يكون على طهارة (متوضأ) ، كما أشار إلى أن النية التي يجب أن تكون حاضرة لديه هي التقرب من الله لا الرياء .

وأضاف أن هناك شرطين واجبين في الإقامة ومستحبين في الآذان ألا وهما أن يكون المؤذن واقفاً و متوجهاً للقبلة .

وفيما يتعلق بالصوت وبأهميته ، أوضح الشيخ حسين لموقعنا أنّ الصوت الجميل هو ليس بشرط أساسي ولكنه شرط أفضل لأن الصوت يؤنس الإنسان  .

 

وهكذا وبعدما أجرينا اتصالين مع شيخ سني وآخر شيعي ، نرى أن الإسلام ككل يجمع على شروط هامة لا بد من توافرها في من يعتلي مأذنة الجامع ليدعو المسلمين إلى الصلاة ، لنتساءل بالتالي أين الرقابة على المساجد وأين دور القيمين في اختيار مؤذن مؤهل لهذه المهمة ...

ولنتأسف أن بيوت الله مفاتيحها مع من لا يبذلون جهداً لأجلها ، لتتحوّل دعوة الصلاة لـ 5 آذانات تتعب الأذن وترهق السمع ....  حتى كدنا نقول ضيقاً "حيّ على اللا أذان "