لم يتمكن السعوديون من الصمود على موقفهم المعارض لمشاركة إيران في المفاوضات حول سوريا بحجة إنها جزء من المشكلة وليست جزء من الحل، وتم توجيه الدعوة إلى إيران عبر الوسيط الروسي الذي ألّح على ضرورة مشاركة إيران في مفاوضات فيينا حول سوريا.

وأعلن جان كربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأمس عن توقعه بتوجيه هذه الدعوة لإيران وقال كربي إن الدعوة ستوجّه لهم وموضوع المشاركة أو عدم المشاركة موكول لهم، ولكن أكد دبلوماسيون أن هذا قد حصل، مضيفين بأن إيران لم تردّ على تلك الدعوة بالقبول ولا بالرفض.

وأضاف كربي بأن إيران سوف تتمكن من أن تكون شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة لو تريد القيام بدور بنّاء في المنطقة.

ورداً على سؤال فيما إذا يباشر محمد جواد ظريف بالمشاركة في تلك المفاوضات التي تستأنف في يوم الخميس المقبل في فيينا، أو إنه يبعث أحد معاونيه ليمثله في تلك المفاوضات، قال كربي إنه لا يريد الخوض في التفاصيل.

 

وهنا أستنتج أنه لو تقبل إيران هذه الدعوة، ستدخل إيران والولايات المتحدة في أول مفاوضات رسمية بينهما بعد المفاوضات النووية التي أدت إلى الاتفاق النووي في شهر يوليو الماضي .

 

إن ما كان يعيق مشاركة إيران في المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة لم تكن معارضة المملكة السعودية لها فحسب ، بل إنّ المرشد الأعلى آية الله خامنئي لم يسمح حتى اليوم بمشاركة الحكومة في أية مفاوضات مع أمريكا إلا فيما يتعلق بالشأن النووي ، وأكد خامنئي مرات عدة بأن المفاوضات بين إيران وأمريكا تقتصر على القضية النووية ، وجميع اللقاءات بين وزيري الخارجيتين الإيراني والأمريكي خلال سنتين ماضيتين كانت تتركز على الموضوع النووي وتنفيذ الإتفاق النووي .

وصباح اليوم الأربعاء أفادت مرضية أفخم المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الإيرانية بأن إيران تسلمت دعوة للمشاركة في مفاوضات فيينا حول سوريا ، وسوف يشارك الوزير ظريف في تلك المفاوضات .

وقالت أفخم إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروق اتصل مرتين بنظيره الإيراني خلال اليوم السابق ممّا يظهر مدى التأثير الروسي على الحكومة الإيرانية، ويبدو أن المرشد الأعلى خلال الساعات الأخيرة وافق على مشاركة إيران في مفاوضات يشارك فيها الأميركيون.

 

يوم الخميس المقبل سيلتقي وزير خارجية إيران مع المعارضة السورية لأول مرة ، كما مع نظيره الأمريكي لأول مرة بعد المفاوضات النووية.

ونظراً لتصريح المرشد الأعلى الإيراني بأنّ إيران ستدخل في المفاوضات مع الأمريكيين في حل الملفات الإقليمية ، بحال رؤيتها الجدية والصدقية عند الطرف الأمريكي في المفاوضات النووية، يبدو أن سماحه للحكومة بالدخول في مفاوضات جديدة مع الأمريكيين يفيد بأنه قد وجد شرطيه عند الأمريكيين ، وفي ظل هذا التحليل من الممكن تحليل تصريح جان كربي بأن إيران سوف تتمكن من أن تكون شريكة استراتيجية للولايات المتحدة بحال أرادت القيام بدور بنّاء ، والمفاوضات التي ستجرى يوم غد في فيينا ستكون مختبراً للطرفين والطرف الثالث الذي هو عبارة عن المعارضة السورية.