الإعلامي بطبيعة الحال "إنسان" ومعرض لأن يرتكب مغالطات ، غير أنّ المهنية تفرض علينا أن نعترف بالخطأ حينما نتلمسه ...

ولأنّنا لسنا منزّهين ، فإنّ موقعنا قد إرتكب مغالطة لا تنسجم ومهنيته أولاً ودعمه للحراك ثانياً ، حيث أنّ تبني الموقع لمقال الزميلة ريما الموسوي "نعمت بدر الدين : أبعدي حراكك عن عاشوراء" كان (غلطة الشاطر) ، لذا ومن نفس الموقع نتراجع عن كل ما كتب وما نال من الزميلة والناشطة نعمت في ذلك المقال .

 

ولنوضّح كيف جرّت الحادثة المصورة صامتة في فيديو مجتزأ والذي بني عليه المقال ، أجرينا اتصالاً مع نعمت التي تعاملت معنا بكل رقي وأضاءت على كل الثغرات التي لم تنتبه إليها زميلتنا ، فنعمت كما هو معلوم هي من النبطية وحسبما استوضحنا منها فإن الحادثة حصلت قرب بيتها والشاب الذي تم الحوار معه هو أحد أبناء جيرانها ومن حركة أمل .

هذا الشاب يعتبر أنّ مشاركة نعمت في التظاهرات والتحركات المطلبية مشكلة ، رغم أنّ ما تطالب به الصحفية والناشطة هو الحقوق الطبيعية وأسلوب المطالبة الذي تعتمده هو بإيصال صوت الحق بلا شتائم ولا لغة انفعالية .

 

قالت لنا نعمت "أنا أتحدث سياسة" ، وصرّحت أن معمل الفرز بالنبطية متوقف منذ أكثر من عام بسبب خلاف بين حركة أمل وحزب الله ، وأضافت أن النفايات تحوّلت لكارثة والأمراض انتشرت بسببها وبسبب حرق مكب الكفور .

نعمت ناشدت المعنيين بالمسألة ، وكتبت النقاط الأساسية للقضية عبر صفحتها فيسبوك ، إذ أنّ البلدية تقول أنّ السبب هو خلاف حزبي و وسائل الإعلام قد تداولت أن ما يعرقل ذلك هو خلاف بين الحركة والحزب .

وأكدت نعمت أنّ تهمتها الوحيدة أنها ناشطة وتهتم بالحقوق وقد رفعت الصوت ، وأنها تشارك بحراك محق يعتبر به أهل النبطية أن صوتها يعكس مطالبهم

وعند سؤال نعمت عن الذي حدث في ذلك اليوم بالتفاصيل ، أخبرتنا أنّها في ذلك اليوم ظلت واقفة بسيارتها لمدة ساعة ونصف عند دوّار كفر رمان بسبب مسيرة لحركة أمل ، وهي لم تتذمر بل على العكس ترجلت و وقفت مع الشباب ، وأشارت أنها لو تريد افتعال مشكلة لإفتعلتها في حينها ، غير أنّها من المدينة وتعلم أهمية الإجراءات الأمنية ، بل وتقدر التفتيش وتطالب به ..

أما عن الفيديو الذي انتشر ، فقالت أنّها حينما وصلت إلى الحاجز كان هناك أناساً قبلها قد مرّوا بلا تفتيش والعنصر الواقف يعلم جيداً من هي ويعلم وطنيتها ، وأوضحت لنا أنّ هذا الحاجز بالأصل ليس لتفتيش أهل الحي وإنما من يأتون من خارج المدينة ( المخربين ، داعش والنصرة) .

هذا العنصر وقد توّجه إليها بالكلام بأسلوب غير لائق إذ قال لها : "أنت تبع الحراك جاية تخربي وتستفزي وتعملي مشاكل وتصورينا ، روحي لهونيك عتفتيش النساء"

نعمت هنا أجابته حسبما أخبرتنا بأنه لا داعي للتفتيش ولا للإتهام بالتخريب خصوصاً وأنّ تهمته لم توجه إليها كشخص وإنما للحراك بأكمله ، وشددت نعمت في هذا السياق أنها تحترم عاشوراء وعائلتها تشارك بها ، بل أكثر من ذلك والدها هو ضمن اللجنة العاشورائية ، وهذه المناسبة مقدسة كونها مرتبطة بالتقاليد والطفولة .

نعمت التي استعجبت من اتهام العنصر وسألته إن كان موجهاً لها ، ليجيبها " اي الك ، واذا بتحكي كلمة بكبر حكي " ، ليتدخل الجيران ويخبرونها أن لا تهتم لأن الهدف هو إستفزازها .

 

إلا أن الإتهام الكبير الذي تم توجيهه علنياً لها دفعها للإتصال بمسؤول بحركة أمل لتعلم موقف الحركة من اتهامها والحراك بالتخريب ، غير أنّ المسؤول أكد لها أنّ هذا العنصر غير منضبط ولا يمثل الحركة وإنما هو فقط يمثل نفسه ، وهذا ما قامت جماعة أمل بتأكيده لها حينما قاموا بزيارتها في منزلها للإعتذار عن الذي صنعه العنصر لا سيما وأن أمل مع الحراك ومع مطالب الشعب .

وأكدت نعمت لنا أن الفيديو مجتزأ وليس كامل ، وأنّ التزامها الصمت وعدم الرد ، يعود لكونها تلتزم مع النبطية والحركة ولا تريد أن يستغل أحد هذا الامر للتشويش على مناسبة عاشوراء خاصة وأنها تعتبر تصرف العنصر "ولدنة" .

ولكن الذي حصل بعد ذلك هو أن الفيديو تم سحبه إلا أنه في ذلك الوقت كان موقعنا قد نشر المقال ، وهنا شددت نعمت بدر الدين أنها ليست فوق القانون وهي كما كل الناس وتطالب بالعدالة والمساواة وحينما يخضع الجميع للتفتيش هي مستعدة لأن تخضع له أيضاً .

 

وهنا نحن كإدارة موقع لبنان الجديد نشدد لنعمت أنّ مطالبها هي مطالبنا وأن الحراك هو قضيتنا وصوتنا ، كما أنّنا نتراجع عن كل ما ذكر في المقال السابق للزميلة "ريما الموسوي" ، آملين أن نكون بإتصالنا مع نعمت وإيضاح الأمور قد أنصفناها وتراجعنا عن الخطأ الذي وقعنا به و أعدنا الأمور إلى صوابيتها عند القرّاء .