التطورات العسكرية الميدانية في سوريا بالتأكيد سيكون لها تداعيات على مستقبل لبنان ودور حزب الله فيه بعد المشروع الروسي الجديد الذي يهدف إلى بناء قاعدة عسكرية في محيط العاصمة دمشق بعدما تم دعم قاعدتهم العسكرية على الساحل السوري .

ووفق المصادر السورية القريبة من الأسد فإن الجنود الروس سيستقرون في مطار المزة العسكري وستكون هذه القاعدة العسكرية الروسية الجديدة هي المركز الذي يقود الأنشطة العسكرية على كل الأراضي السورية ، وسيتم تجهيزها بنظام دفاعي متين ومدعم بنظام راداري قادر على توفير رصد دقيق لأي حراك عسكري في المنطقة واجوائها حتى الحدود اللبنانية غرباً والحدود الإسرائيلية جنوبا. وسيتكفل بمراقبة حثيثة لحراك الجماعات التي تقاتل النظام وسيتم تزويد هذه القاعدة بأنظمة دفاع جوية قوامها منظومة صواريخ متطورة ومرتبطة بقيادة سلاح الجو السوري.

وخلال قمة بوتين - الأسد الأخيرة في موسكو جرت مناقشة شامله لمستقبل الصراع والتطورات العسكرية والسياسة المرتقبة في سوريا ولا سيما المرحلة الثانية التي سيتم خلالها بناء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة دمشق وتولي الروس مباشرة قيادة مختلف الجبهات في سوريا.

هذه التطورات في الميدان السوري سيكون لها انعكاسات على الوضع اللبناني وخصوصا على حزب الله الذي يرى قريبون منه أن ما بعد دخول الروس إلى سوريا سيختلف عما قبله بالنسبه للحزب.

وفي اقتناع أوساط حزب الله أن القوة الروسية الإيرانية مع القوات التابعة لنظام الأسد والتي ستسيطر على سوريا المحاذية للبنان ستشكل ضمانا له من عدة جهات ، وبالتالي فإن ميزان القوى في لبنان سيكون مريحا له أكثر.

فمن جهة سيرتاح الحزب في معاركه في سوريا مما سيقلص من حجم خسائره البشرية والعسكرية التي يتكبدها وسيتمكن من السيطرة على منطقة القلمون ربما قبل موسم الثلوج وسيكون وضع عرسال تحت السيطرة الفعلية للمرة الأولى منذ بدء المعارك وبالتالي ستتراجع قدرة القوى المتحالفة مع المعارضة السورية في العديد من معاقلها في الشمال اللبناني ومناطق لبنانية أخرى ، وهذا سيعطي حزب الله قدرة أكبر على التحكم باللعبة السياسية على الساحة اللبنانية.

لا شك أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يحظى بموافقة دولية إقليمية شاملة ، وبوتين ليس بوارد ارتكاب خطأ المغامرة عسكريا بهذا الحجم في سوريا وبالتأكيد فهو ليس في وارد التسبب في اندلاع حرب إقليمية أو عالمية بشرارة سورية.

وعليه فإن القريبون من حزب الله يرددون أن التسوية في سوريا ستتم على الأرجح قبل الربيع المقبل ، أي أن الخريف والشتاء سيشهدان ضغطاً عسكرياً روسياً - ايرانياً كبيراً في سوريا باتجاه الحسم.

وفي المقابل فإن هناك منسوب عال من السكوت في إسرائيل وفي تركيا وفي الدول العربية الكبرى وفي أوروبا وحتى في الولايات المتحدة الأميركية إزاء الحراك العسكري الروسي في سوريا ، وإذا كان هناك بعض الاعتراض فهو على بعض التفاصيل الصغيرة ، لكن غالبا ما يكون السكوت علامة الرضى .