زيارة الأسد لموسكو لم تتسم بأي طابع رئاسي ولم يحترم بها أدنى بروتوكول من ذلك الذي يحكم زيارات رؤساء الدول ، هي بإختصار جلسة لا يمكن توصيفها  كزيارة بين رئيسين وإنما هي بالأحرى لقاء لتقديم الطاعة والولاء "بين عبد" و"سيد"  ، هذه الزيارة ترجمت كم التنازلات التي قدّمها الأسد للقيصر الروسي حتى يضمن البقاء في قصره  ، وأظهرت كم  قد إنحنى بشار أمام روسيا لأجل الحفاظ على سيطرته على سوريا المدمرة ...

بشار كان في اللقاء مع سيده الروسي وحيداً ، مجرداً من لقب رئيس ومن أي حصانات أو امتيازات ، فلا وفد مرافق له لا دبلوماسي ولا عسكري ولا حتى "بودي غارد" ، أما تعابيره وطريقة جلوسه فكانت كما الجندي الذي تستدعيه القيادة لتستنطق منه آخر التطورات الميدانية !

هذه التعابير التي قابلها نظرات متعالية ومشمئزة ، ظهرت جلياً في وجوه وحركات كل من بوتين ولافروف !

 

هذا اللقاء حقّر الأسد كرئيس ، وكأن بوتين قد استدعاه ليقول له نحن من سنبقيك رئيساً غير أنك مجرد حجر شطرنج في ملعبنا الروسي وخاضع لرغباتنا ، فما الأوامر التي أخذها بشار في زيارته هذه من رئيسه الروسي ؟

وعلى ماذا أنّب بوتين جنديه بشار الذي لم يكن لا مرتاحاً ولا مطمئناً طيلة الزيارة ؟

 

هذه الأسئلة برهن التطورات القادمة والتي ستمظهر لنا جلياً نتائج الزيارة غير المتكافئة بين رئيسي بلدين !