"لم أكن أعلم أن بلدنا طائفي لهذه الدرجة إذ لم يسبق لي أن مررت في مناطق خاضعة لأمل وحزب الله في عاشوراء ، فهي المرة الأولى بالنسبة لي ، ركبت الحافلة وكل من حولي يرتدي الأسود والرباط الأخضر إلا أنا ، حتى وصلت إلى حاجز في البداية حسبته "حاجز جيش" ، جاء الجندي نظر لكل من في الحافلة وأطال النظر بي في حينها لم أفكر في الأمر ، ثم عاد ليطلب هويتي ، تفاجأت إذ ليس من عادة الجيش أن يطلب هوية من فتاة ...

منحته الهوية بغضب وقلت له "شو شايفني شبهة يعني" ، فتفحصها وأعادها لي وتابع سائق الحافلة طريقه حتى وصلت إلى مقصدي ، وأنا في قمة "القرف من التعصب"  !

 

ما إن نزلت من الحافلة  حتى صرخت "شو هيدا حتى الجيش طائفي؟"

"شو لازم إلبس أسود لأقدر امشي بشوارع الحزب والحركة؟"

 

هذا ما قلته حرفياً لمن كانوا بإستقبالي إلا أنّ الصدمة كانت الإجابة التي جاؤوني بها ، وهي أنّ الذي أوقفنا ليس حاجز جيش وإنما هو حاجز إنضباط حزبي !

 

اليوم فقط أدركت أننا حقاً تحكمنا دويلة ، وأن جيش بلادي في مناطق الحزب (بلا هيبة) ...