تناول رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أكبر هاشمي رفسنجاني، الأحد، في تصريحات أشبه بالغزل للملكة السعودية، العلاقة بين طهران والرياض، وقال إن الخلافات بين البلدين قابلة للحل.

وتأتي هذه التصريحات التي نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية خلاف موجة التصريحات المعادية للسعودية من المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين على اختلاف مراكزهم وتأثيرهم في إيران، لا سيما عقب حادثة منى التي أودت بحياة مئات من الحجاج، كثير منهم إيرانيون.  

حيث قال رفسنجاني إنه بالإمكان استخدام طاقات البلدين في مسار "مكافحة الإرهاب"، ما يعني إمكانية أن يتعاون البلدان في المجال الأمني والاستخباري ضد "الإرهاب".

وقال إنه ينبغي الالتفات إلى أن "الإرهاب" في الشرق الأوسط تصاعد، "بحيث أصبح ذا طبيعة هجومية، وبغية اقتلاع جذور هذه الظاهرة البغيضة لا بد من التزام اليقظة السياسية والإجراءات الواعية".

وخلال استقباله وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في طهران، رد رفسنجاني على قلق شتاينماير بشأن الخلافات بين إيران والسعودية، وتأثير ذلك في بطء مكافحة "الإرهاب" في المنطقة، حيث قال: "رغم أن قلقكم مبرر في ضوء تأثير البلدين في العالم الإسلامي، إلا أن التجربة تقول لنا إنه بالإمكان حل الخلافات، واستخدام طاقات البلدين في مسار مكافحة الإرهابيين".

تصريحات رفسنجاني الأخيرة لم تمنعه من توجيه الانتقاد إلى السعودية، حيث قال: "في ضوء المشتركات الإسلامية ومصالح البلدين في المنطقة والعالم الإسلامي يمكن تذكير الحكام الحاليين في السعودية الذين يتصرفون بعدم نضوج أحيانا بأن خلق التوتر في المنطقة لا يخدم مصلحة أي بلد".

وأشار إلى اتفاق فيما سبق بين إيران والسعودية لتشكيل "مجلس علمائي"، مضيفا أنه "لو تم تشكيل هذا المجلس وشرع بعمله لما سمح للإرهابيين الوهابيين بإثارة مشاعر الشعبين عبر الدق على طبل الخلافات"، وفق قوله.

وبشأن رؤيته العملية لحل الخلافات بين إيران والسعودية، قال إن "هذا الأمر بحاجة إلى إرادة تفوق الألاعيب السياسية، وثانيا الالتفات إلى الأضرار التي تلحق بالعالم الإسلامي، بسبب الخلافات، وأهمها شعور الكيان الإسرائيلي المزيف بالأمان، لمواصلة ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المظلوم".

يشار إلى أن إيران والسعودية، البلدين الخصمين، ازداد توتر العلاقة فيما بينهما عقب حادثة منى، حيث حملت السلطات في طهران مسؤولية الفاجعة للحكام السعوديين، فيما اتهمت الرياض إيران بأنها تستغل الحادثة سياسيا، وتندد بالاتهامات ضدها. 

إلى جانب ذلك فهنالك اختلاف في المواقف السياسية فيما يخص الأزمة السورية، حيث لا ترضى السعودية بأن يكون لرئيس النظام السوري بشار الأسد مكان في مستقبل سوريا، الذي يعد حليفا استراتيجيا لإيران، التي تدعم نظامه عسكريا وماليا وتمده بالتدريب والتسليح.