لم يكن يعرف اللواء وسام الحسن أنّه يومه الأخير وأنّها ساعته الأخيرة ، ولربما لو أدرك لمّا آخّر اتصاله باللواء أشرف ريفي ولودّع عائلته ولعانق أولاده .

 مع كل الإحتياطات الأمنية التي كان يعتمدها اللواء حسن بعدما وصلته تحذيرات أنّ هناك نية لإغتياله هو وريفي ، ومع كل الإجراءات التحسبية ،  استطاع من يخططون لإغتياله أن يجدوا ثغرة فيصطادوه بها ، وكأن هناك ما أخافهم ، بين لقاءات الحسن في باريس وبين لقائه الأخير مع ضيف في شقته حسبما أشارت معلومات في حينها ، فعجلّوا الجريمة ...

ثلاث سنوا مضت على استشهاد اللواء البطل ، والتحقيق ما زال مطوياً بإنتظار ساعة الصفر ، مع ما تردد في الأوساط الإعلامية من أنّه بجعبة فرع المعلومات ما يكفي من العناصر التي تشير إلى الجهة المجرمة !

 

فمتى سيحاكم الوطن قتلة الحسن ؟

ما بين استشهاد الحريري والحسن عامل واحد ألا وهو حزب الله  ، ففي قضية الشهيد رفيق الحريري يرفض الحزب تسليم المتهمين عبر اتهام المحكمة بالتسييس ، وفي قضية الحسن تشير المعلومات إلى زيارة قام بها اللواء إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، للمطالبة بتسليم عناصر توصل التحقيق إلى مسؤوليتها في اغتيال الشهيد وسام عيد .

حزب الله ، هو القطبة المخفية وراء كل اغتيال سياسي وأمني ، إن عبر متهميه أو عبر تغطيته لعملاء أمثال فايز كرم و ميشال سماحة ، أو عبر تواطئه مع نظام بشار الذي "أخرج" مسلسل التفجيرات الدموية التي شهدها لبنان .

 

فماذا سنقول للواء وسام الحسن ؟؟

لا تكفي في الذكرى الثالثة الكلمات ، ولا الاتهامات المنبرية ، ولا المواقف "الإعلامية" ، بل نحتاج لقرار لأن يحاكم لأن يحاسب قاتل الحسن أياً كان يكن ؟

لا تكفي في الذكرى الثالثة أن نقف اليوم وقف شهامة لننسى في صباح اليوم الثاني شهيداً بطلاً وأمنياً لن يشهده لبنان مثله مرة ثانية ...

 

وسام الحسن ليس ذكرى تتكرر للحظة كل عام ، هو حالة وطنية لا بد من أن تحضر في كل تفاصيلنا في كل مواقفنا وفي كل تحركاتنا ، هو بطل اغتاله المجرمون لأنهم خافوه ، ولأنه أكبر من أن يشتروه أو يسيسوه ...

في ذكراك وسام ، باقٍ أنتَ ودماؤك لن تجف حتى  يحاكم قاتلك ، في ذكراك نقول لقاتلك :

" وسام لم يمت ، وسام لم يرحل ، وسام ما زال هنا ما زال في فرع المعلومات ، أما أنتم يا آلة القتل والإجرام فحسابكم قادم لا محال ، ودماء وسام هي من ستعلق مشانقكم وستطهر الوطن منكم يا عملاء"