عذراً من إنسانيتكم المدّعية ... ففي فلسطين (يباح) السكين !

للقضية الفلسطينية خصوصية ، كونها قضية وطن ومحتل ، قضية أرض ومغتصب ومستعمر ، كونها قضية حق أحادي الجهة وباطل التف حولها علناً الغرب وضمناً عربان الشرق ...

ما نرفضه "إنسانياً" خارج أرض المقدس ، يصبح مقبولاً ومباحاً داخل حدودها ، ففي وطن لا يملك من السلاح إلا الحجارة والبطولة ، وطن يقاوم أبناؤه الصهاينة بالجسد واليد والرأس الشامخ ، وطن باع رؤساؤه الأرض وهو اشتراها ، يحق له أن يذبح بالسكين ّ

أجل ...

يحق لفلسطين ما لا يحق لغيرها ، ويحق لشهدائها أن يفجروا النفس لقتل العدو ، ويحق لهم اليوم استعمال السكين ودهس المستوطن اليهودي !

 

وقبل أن تحدثوني عن الإنسانية ، أيها العرب ممّن انتقدوا لجوء الفلسطيني للسكين ، ممّن اعتبروا الطعن لا إنسانية والدهس تنكيل ، أين أنتم من فلسطين ؟

أين أنتم من الإنتفاضة الثالثة ، تغرقون في خموركم ودولاراتكم وتنظرون لهم عبر الشاشات لتقيموا عبر المواقع الإلكترونية  "ببوست فيسبوكي أو تغريدة تويتر " انسانية شعب بطل شعب لا ينكسر ....

أين كانت إنسانيتكم ، حينما أحرق المستوطن الإسرائيلي طفل فلسطين ؟

أين كانت وممارسات اليهود وتنكيلهم تتناقلها يومياً وسائل الإعلام ... وأنتم تبصرون ولربما تصفقون !

أين كانت ومنذ أيام قليلة فقط ، كان المستوطنون اليهود يستمتعون بتصوير الطفل الفلسطيني "أحمد لبمناصرة" وهو  يحتضر ، ويعمدون إلى شتمه وركله دون أن يستجيبوا لطلب إسعافه  !

 

عذراً منكم ، فلسطين قضية والانتفاضة محقة ولتكن انتفاضة السكين وليتم دهس المحتل ، لأجل كرامة وشرف الأرض ، وقبل التنظير والمحاضرة بالإنسانية إحملوا أسلحتكم وحاربوا مع الشعب الفلسطيني ، أرسلوا لهم الرصاص والمدافع والطائرات ، زودوهم بقذائف وصواريخ ، ومن ثم قولوا " انسانية" ...

 

قبل انتقادهم حاسبوا حكامكم وحاكمهم ، وحاسبوا أنفسكم واقلامكم وإنسانيتكم المشوشة !

 

 

فلسطين اليوم تواجه المدافع والدبابات بالحجر والسكين ، فلسطين اليوم تنتفض لتثبت أن رجالها "هم حقاً الرجال " ، وأنّ أطفالها لا يهابون الموت بل يطلبون الاستشهاد ، وأنّ النساء بها أكثر رجولة من أسياد الريالات والدراهم والليرات ..

فلا تزايدوا على السكين ، في وطن ذبح مراراً بسكين العرب المسموم ، وبيع تكراراً في مزاد الوحدة العربية "الشمطاء" !!

 

 

فلو كانت القضية الفلسطينية "عاهرة" لركع عند خلخالها "ملوك العرب"  ....

ولكنها (طاهرة - حرة ) لا تشرب خمورهم ولا ولن ترقص في ملاهيهم !