أعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب والقائم بأعمال سفارة ألمانيا في لبنان مارتن هوت في مؤتمر صحافي مشترك عقد في مكتب وزير التربية، عن هبة ألمانية تبلغ قيمتها 45 مليون دولار من خلال منظمة اليونيسيف، مخصصة للمساهمة في تمويل مشروع الوزارة لتعليم التلامذة النازحين في المدارس الرسمية اللبنانية للعام الدراسي الحالي 2015- 2016.

بو صعب
وتحدث بو صعب في المؤتمر موجها الشكر للحكومة الألمانية وللسفير مارتن هوت، وقال: "ألمانيا كانت ولا تزال دائما إلى جانب لبنان منذ بداية الأزمة ولم يتم الإعلان عن الكثير من التفاصيل حول حجم المساعدات التي تقدمها وهي مساعدات كبيرة تأتينا عبر اليونيسيف. 
إن الجانب الألماني هو الممول الأكبر لهذا المشروع فقد ساهم في العام الدراسي الماضي بمبلغ 40 مليون دولار، ويساهم بمبلغ قدره 45 مليون دولار للعام الدراسي الحالي، وذلك لكي نتمكن من إدخال أكبر عدد ممكن من التلامذة النازحين إلى المدارس الرسمية". 

اضاف: "لقد تمكنا هذا العام من تسجيل نحو 140 ألف تلميذ نازح في مدارسنا الرسمية من دون تحميلهم اي رسوم تسجيل أو مساهمات في صناديق المدارس، ويبقى امامنا جهد كبير لإدخال اعداد إضافية وملء النقص في التمويل.
إننا نشكر المانيا على هذا الحجم الكبير من المساعدات، كما نشكرها لمساهماتها الأخرى في تمويل مشاريع ترميم المدارس وفي دعم وتطوير التعليم المهني والتقني، سيما وان النازحين في عمر ال14 سنة يمكنهم دخول المدارس المهنية، واكتساب مهنة للعمل، والمعلوم ان المانيا تتمتع بأكبر اقتصاد في أوروبا وهي صاحبة الخبرة العريقة في التعليم المهني والتقني وعلينا الإفادة منها.
إنني أتوجه بالشكر الكبير إلى سعادة السفير سيما وأن جهده ومهامه يصبان في خانة مساعدة لبنان بكل وزاراته ومؤسساته وخصوصا وزارة التربية التي يوليها أهمية خاصة. 
وإننا نعبر عن نيتنا مساعدة كل طفل موجود على الأرض اللبنانية لكن ذلك لم يكن ممكنا لولا مساعدة المانيا والمجتمع الدولي، إذ أن ألمانيا هي أكبر المساهمين في مشروع تعليم النازحين من خلال اليونيسيف والمشاريع المشتركة مع لبنان، ولا يمكننا المتابعة من دون الدعم المستمر من جانب المجتمع الدولي الذي يساعد التلامذة اللبنانيين والنازحين في آن".

هوت
وقال هوت، من جهته: "إنها مناسبة للتعبير عن دعمنا للبنان الذي يتحمل أعباء أكبر عدد من النازحين من سوريا. إنه التزام كبير من جانب لبنان بهذه المهمة النبيلة، ونحن ندعم هذا الإلتزام وهذه الخطوة الشجاعة، ونعمل مع المجتمع الدولي لكي لا يصيب الشلل حكومة لبنان خصوصا في ظل الأزمات التي تصيب المنطقة. كما إننا ندعو إلى عمل ديبلوماسي كبير لحل الأزمة سياسيا في سوريا.
إن التزامنا القوي بهذا المشروع يأتي نتيجة لجدية العمل في وزارة التربية التي تحظى بوزير استثنائي، إذ أن التزامكم الشخصي يا معالي الوزير كان مثاليا. 
إننا هنا ليس فقط لدعم مشروع تعليم النازحين، بل أيضا من أجل تأكيد شراكتنا ودعمنا للحكومة اللبنانية وعبر المنظمات الدولية من أجل المستقبل". 


وأثنى القائم بالأعمال الألماني الجديد على قرار السلطات اللبنانية مضاعفة عدد الاطفال السوريين المسجلين في المدارس الرسمية. وقال: "أود أن أتقدم بالتهاني للوزير بو صعب وللحكومة اللبنانية على قرارهم الجريء والهام بتسجيل 200000 طفل سوري لآجئ، مما سيمكن 000 100 طفل سوري آخرين أن يكملوا دراستهم وأن يكتسبوا المهارات والمعارف التي سيحتاجونها في شبابهم ولبناء مستقبلهم. إن لبنان وشركائه في مجال التنمية سيساهمون من خلال هذا القرار بالسعي لإنقاذ جيل من الشباب السوري من الضياع في ظل الازمة السورية. تفتخر المانيا بتقديم هبة بمبلغ 45 مليون دولار للعام الدراسي 2015/2016 وسوف تستمر في كونها شريكا مهما في المستقبل. وأود أن اشدد هنا على حرص الحكومة الألمانية على تعزيز دور البلديات اللبنانية المضيفة التي تدعم اللاجئين السوريين، ولاسيما مبادرة "إيصال العلم إلى جميع الأطفال" التي تخدم العائلات اللبنانية أيضا".

وتابع: "لا تزال المانيا أكبر شريك ثنائي داعم للبنان في حملة "إيصال العلم الى جميع الأطفال"، إذ بلغ مجموع التبرعات حوالي 85 مليون دولار منذ عام 2014. تقدم المانيا ايضا تمويلا لتأهيل المدارس، لخدمات المياه والصرف الصحي، لإدارة النفايات، للمساعدات الغذائية، والخدمات الصحية الاساسية والاحتياجات الإنسانية الأخرى. منذ بداية الازمة السورية عام 2012، قدمت الجمهورية الاتحادية الالمانية أكثر من 300 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والبلديات اللبنانية المضيفة".