على الدولة قبل أن تطرح سؤال ، كيف سافروا ومن سفّرهم ، أن تسأل نفسها "كدولة" لماذا اختاروا الهروب بحراً والمخاطرة حتى الموت فقط لمغادرة وطنهم ، هم في الحقيقة لم يغادروا الوطن هم غادروا الواقع الرث الذي فتح البوابات للسوريين حتى اضطر اللبناني أن يطالب مثلهم اللجوء ، فيمزق هويته ويدعي (أنه سوري الجنسية) لينعم بكرامة داست عليها زعامات النفايات ...

 

هم لم يخرجوا من وطنهم ، وإنما من الثنائية الشيعية التي لم ترحمهم ومن الحريرية السياسية التي لم تنصفهم ، من طاولة حوار تتآمر عليهم ، وصفقات ومشاريع ومناقصات تسرق من جيوبهم لتمتلأ خزائن سياسيّهم .

خرجوا ، لأن في لبنان لا مجانية تعليم ، ولا ضمان صحي ولأننا نموت على أبواب المستشفيات إن لم نكن من أصحاب الملايين ومن التابعين المباركين من الزعيم !

خرجوا ، لأن الزواج أصبح "لمن يجرؤ فقط" ، في واقع تخطى به ايجار البيت الحد الأدنى للأجور ...

خرجوا ، من وطن تدفع به أغلى فواتير الكهرباء في حين لا كهرباء ، تسيطر عليه مافيا المولدات ، من وطن ، يرغم به المواطن على دفع رسوم مياه وهو أو لا تصله مياه (فيشتريها) أو تصله ملوثة  !

 

خرجوا ، من وطن لا عمل به ، فكل فرص العمل "للنازحين" ، لذلك اختاروا (هم اللبنانيون ) أن يتحوّلوا لنازحين في أوروبا وسائر الدول التي فتحت حدودها !

خرجوا من وطن لم يحترم لا شهاداتهم ولا قدراتهم لبلد يصنفهم "لاجئين" ، يعملون به ما لا يليق بثقافتهم لكنه على الأقل يقيهم من الموت جوعاً أو دون طبابة ...

 

 

هم خرجوا ... وماتوا ؟

واليوم على الدولة قبل أن تفتح تحقيق في حيثيات الأمر ، أن تحاسب نفسها وأن تحقق مع نفسها ، فواقع القرف والنفايات والإنحدار الإقتصادي هو الذي قتل اللبناني وطناً وثم غرقاً .