يودع لبنان الزعيم النائب إيلي سكاف في مأتم مهيب تشهده منطقة البقاع بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة .
ولئن فقدت منطقة البقاع عموما ومدينة زحلة خصوصا إيلي سكاف، فإن هذه الخسارة الكبيرة تصيب لبنان كله نظرا لما كان يشكله حضور سكاف سياسيا واجتماعيا وشعبيا .
لقد أراد إيلي سكاف لبنان مثالا للوحدة الوطنية والعيش المشترك ولذلك كان يمثل في مواقفه كلها الاعتدال والتسامح وكان داعية دائما للحوار والتشاور بين جميع اللبنانيين، ولذلك لم يشأ إيلي سكاف أن يكون طرفا في ظل الاصطفافات السياسية التي عصفت بالمجتمع اللبناني، وكان صاحب الحياد الإيجابي وحريصا على التشاور والتحاور مع جميع الطبقات السياسية اللبنانية .
بقي سكاف داعية الحوار والتمسك بالعيش المشترك إلى آخر يوم من حياته، وكرس هذه المباديء في بيئته ومجتمعه وها هي اليوم منطقة البقاع بأسرها تشارك في وداعه تاركة وراءها ولاءاتها السياسية والحزبية جانبا حيث شاركت كل الأحزاب والأطياف في مراسم الوداع هذه .
إن إيلي سكاف برحيله يشكل خسارة كبيرة للبنان السياسي والشعبي لأن زعامة إيلي سكاف لم تكن تلك الزعامة التقليدية التي تشهدها المناطق اللبنانية بل كانت زعامة شعبية استمدت حضورها من الشعب ولذلك كان إيلي سكاف الزعيم السياسي الأكثر حضورا وشعبية على صعيد منطقته وبيئته ويشكل رحيله اليوم فاجعة كبيرة لهذا المجتمع الذي طالما وقف الى جانبه في معاناته على مختلف الأصعدة .
وفي غمره الاحداث التي يعاني منها لبنان يرحل ايلي سكاف ليرتاح، وقد شاء القدر أن يرحل سكاف وعينه على لبنان الذي أراده على صورته صورة التسامح والاعتدال والمحبة والسلام .
مع رحيل سكاف لا يسعنا في موقع لبنان الجديد إلا أن نتقدم بتعازينا الحارة للبنان وللشعب اللبناني ولأهالي البقاع ولاهالي زحلة خصوصا ونردد معهم .
ايلي سكاف ارقد بسلام ؟