"الزبالة" سلخت عن الطبقة السياسية قشورها ، ليتمظهر لنا كم أنّ سياسينا مصابين بداء العظمة والجهل   ، فمن فراغ سياسي إلى تكدس وتراكم جبال النفايات في كل أنحاء بيروت في ظل غياب الحل وتمديد مزري للأزمة !

روائح كريهة ، حشرات "غريبة" (عقصتها) تسبب إلتهابات ، و بيئة مهيئة لإستقبال الكوليرا ، الطاعون ، الملاريا ، ولإحتضان الكثير من الأوبئة التي جاهزة لأن تتفشى مسببة كوارث لا تحمد عقباها ، ولا أهليّة لنا لمواجهتها ، ولتفاديها ، نحن وقد حكمنا بواقع سياسي سيء إنعكاس إجتماعياً فتفاقمت الأزمات ...

 

إلاّ أنّه ومع ما يحكم الدولة من أمية ، نرى المجتمع المدني أكثر وعياً وثقافة فمن الحراك المطلبي المستمر وصولاً  إلى المبادرات الفردية والعفوية إضافة إلى همّة العديد من الجمعيات تمكنّنا من تأخير تفجّر هذه الأزمة ، ومن كشف واقع المناقصات المشبوهة في ملف النفايات !
 

فمن مبادرة ابي راشد وهو اللبناني الذي أنهكه مشهد النفايات المتراكمة وروائحها المزعجة وما ينتج عنها من حشرات وذباب، حتى قرر بسبب التقاعس البلدي في رفع "الزبالة" ، إلى إبتكار حل فعال لهذه الأزمة ألا وهو تكييس النفايات.

ويعتبر أبي راشد أن التكييس يحد من المخاطر التي ستتمظهر عند هطول الأمطار إذ يمنع "الشوال" المطر من الوصول للنفايات وبالتالي يمنع تحللها وتسميم التربة والمياه الجوفية كأقل ضرر  ....

مبادرة ابي راشد لاقاها مبادرة أخرى قام بها ناشطون في حراك الجبل إذ إتفقوا بدورهم على جمع النفايات وفرزها وتكييسها وإقامة حملات توعية للمواطنين على طرق الفرز .

هاتان المبادرتان إقترنتا بتغطية فيسبوكية مما شجع العديد على الحذو حذوهم والإقتداء بالذي طرحوه من حلول.

على صعيد آخر تظهر لنا جمعية فرح العطاء والتي قامت منذ يومين بحشد 41 متطوعا بمساعدة جمعية أرض لبنان لفرز وتوضيب 22 طن من النفايات الملقاة عشوائيا.

هذه عينات من الحملات التي قام بها المجتمع المدني عبر مبادرات شبابية مندفعة لحماية الوطن من الجرثمة.

لنتساءل هنا:

ألا تستحي الدولة المتقاعسة عن الحل وهي ترى الجهود المبذولة وانعكاساتها الإيجابية؟

فإن كانت عدة جمعيات متواضعة أحدثت هذا التغيير فكيف بوزارات تملك القدرات والآليات إلا انها غافلة؟