تغيب الجلسات الحوارية المتتالية التي ملأت المشهد السياسي في بحر الاسبوع الجاري عن واجهة المتابعة والرصد في الاسبوع المقبل لكونه لن يشهد وفق معلومات جولات حوار بفعل سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الخارج في زيارتين رسميتين، الاولى الى رومانيا مرجأة منذ عامين والثانية الى جنيف للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الحادي والثلاثين.

وتقول مصادر المعلومات ان بري سيجتمع في خلال زيارته لرومانيا التي تستمر ثلاثة ايام بكبار المسؤولين في البلاد للتشاور في العلاقات الثنائية وسبل تنشيطها والبحث في اوضاع المنطقة والاطلاع على الموقف الروماني منها. كما يعقد لقاء مع الجالية اللبنانية الناشطة في بوخارست بعدما كان التقاها واطلع على اوضاعها في زيارته الاخيرة عام 2013.

ومن رومانيا، يتوجه رئيس مجلس النواب الى جنيف للمشاركة في اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يحرص على حضوره سنويا حيث يلقي كلمة لبنان ويعقد على الهامش اجتماعات ولقاءات مع عدد من رؤساء البرلمانات والوفود العربية والدولية في إطار التداول في التطورات على الساحتين العربية والدولية والتطورات في سوريا في ضوء الدخول الروسي الميداني على خط الازمة.

وتضيف المصادر ان بري لن يبقى في جنيف حتى نهاية المؤتمر، اذ يعود الى بيروت قبل 19 الجاري ليرأس في 20 منه ، وهو اول ثلثاء بعد 15 تشرين الاول موعد افتتاح عقد الدورة العادية لمجلس النواب، جلسة نيابية لانتخاب اعضاء هيئة مكتب المجلس، كما انه مضطر للتواجد في بيروت في 21 تشرين الاول موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثلاثين التي وجه الدعوة اليها في جلسة اللانصاب الاخيرة في 30 ايلول الماضي.

وتتوقع المصادر ان يحدد الرئيس بري موعدا جديدا للحوار بعد عودته من جنيف لاستئناف البحث في الملف الرئاسي اذا لم يتوصل المتحاورون في ما تبقى من جلسات اليوم وغدا الى بت البند الاول، علما ان الاجواء التي تسربت عن جلسة اليوم لا تصب في اتجاه اي اتفاق.

وفي برنامج اطلالات الرئيس بري الخارجية ايضا زيارة تتسم بالاهمية الى موسكو في النصف الاول من تشرين الثاني المقبل بحسب معلومات، بعدما سلمه السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين منتصف ايلول الماضي دعوة رسمية للزيارة، حيث يعقد لقاءات مع المسؤولين الروس تتناول اوضاع المنطقة عموما والازمة السورية في شكل خاص، لاسيما بعد التدخل الروسي المباشر فيها والتداعيات المحتملة على الوضع اللبناني المتأثر مباشرة بتحولات الازمة السورية. ويطلع في اجتماعاته على حقيقة الموقف الروسي مما يجري وابعاد التدخل واتجاهات الرياح في الشرق الاوسط، خصوصا ان موسكو ستستضيف نهاية الاسبوع الجاري ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وولي عهد ابو ظبي نائب رئيس الاركان محمد بن زايد، كما تتزامن زيارة الرئيس بري مع اخرى للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى موسكو، بما يتيح المجال لرئيس المجلس للاطلاع على المشهد الدولي والاقليمي من البوابة الروسية- الخليجية المؤثرة في المعادلة الشرق اوسطية في شكل مباشر.