تتجه الازمة في منتخب لبنان لكرة القدم الى المزيد من التعقيد او التطور غير الايجابي بعد ان قرر المدير الفني الصربي ميودراغ رادولوفيتش البدء بتغيير سياسة المنتخب التي اعتمدت خلال السنوات الاربع الماضية من خلال التخلي عن فكرة الاستعانة باللاعبين الذين سبق لهم ان  شاركوا مع المنتخب، او اللاعبين الذين اعتادوا ارتداء قميص المنتخب .

وبدأ المدرب الصربي سياسة الاعتماد على جيل جديد من الشباب الذين لم تتخط اعمارهم الخامسة والعشرين عاماً، ليخدم الفريق على مدى السنوات العشر القادمة على الاقل. الخطوة بدون شك جيدة وتدفع بدم جديد للمنتخب، ولكنها للاسف اتت متأخرة خاصة وان لبنان دخل في مرحلة مفصلية في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كاس العالم، وقد يتلقى دفعة معنوية جديدة اذا ما استعاد النقاط التي خسرها امام الكويت في بيروت.

  الخطوة التي سيقوم بها المدير الفني للمنتخب اللبناني لا تبدو سهلة او مفروشة بالورود، وقد يرى البعض انها كانت ضرورية، ولكنها من الؤكد انها محفوفة بالمخاطر. فالجماهير لم ولن تتقبل ان يخسر المنتخب،  او الا يصل اداءه الى المستوى المطلوب في المباريات القادمة، الامر الذي كان يجب على رادولوفيتش ان يتداركه قبل الوصول الى هذه المرحلة. 

وفي وقت تعرض المدرب الى هجوم قاس بعد كل مباراة على الرغم من انه قدم افضل الممكن بالتشكيلة الممكن استخدامها، وفي ظل عدم وجود مهاجمين يلعبون مع فرق اضافة الى توقف الدوري منذ ايار السابق وابتعاد اللاعبين عن التمارين لينخفض مستوى جميع اللاعبين بشكل واضح، ما اثر بشكل كبير على هز الشباك المنافسين، كان من المفترض ان يعالج هذه المشكلة باسلوبه الاحترافي اما بتغيير الاستراتيجية المتبعة او بتأمين البدلاء منذ فترة قبل انطلاق التصفيات،   بدأ رادولوفيتش خطوة قد لا يقطف ثمارها هو في تصفيات نهائيات كاس العالم الجارية ، الامر محسوم. لكن بناء منتخبات او فرق في عالم كرة القدم لا يمكن ان يحصل في اشهر ، بل هو يحتاج الى خطة طويلة الامد ، يعلم جميع العارفين في اسرار كرة القدم هذا الامر وصعوبته وحاجة المدرب ليكون صبوراً وليكون صبر الاتحاد المسؤول عن اللعبة اكبر بكثير، كما صبر المتابعين.  

فبعد اعتزال اكثر من لاعب قادر على اعطاء الكثير للمنتخب لاسباب تبقى في قلب وعقل اللاعبين ، الا ان الواضح كان عدم الرغبة في التنازل ولو قليلاً من اجل قميص المنتخب، فالمنتخب في فترته "الجيدة" كان يتلقى الكثير من الطلبات للانضمام اليه حتى ولو جلس اللاعب على مقاعد البدلاء، الا ان هذا الامر تغير بعد تراجع النتائج اثر استبعاد معظم نجومه بسبب التلاعب بالنتائج ليبقى المنتخب  بدون مهاجم مؤثر. لا يتوقع احد ان تحل الامور بكبسة زر الا انها "ان ما كبرت ما بتصغر" علّ المياه تعود الى مجاريها. راغب سليم