ميشال دويهي ، قليلٌ ما يكتب الوطن لمواطن ولكن ها أنا أكتب إليك ،

أكتب ... لأني خدعتك وأوقعتك بخطيئة الحرية التي لطالما تغنّت عناوين أشعارنا وأناشيدنا ومقالاتنا بها ؟

أكتب إليك وقد سبق وكتبت وإعتذرت من جبران تويني وسمير قصير وسائر الأحرار الذين استشهدوا في طريق الأرز ولأجل الأرز ، أما أنت فحيٌ ونراهم يغتالون صوتك قلمك فكرك رأيك ، يغتالون انتقاداً وجهته ، ونظرية طرحتها عن واقع محكوم بسياسات المافيا والميليشيا والأنظمة المستبدة ...

 

ميشال ... أعتذر

فأنا لست لبنان السيد الحر المستقل كما آمنتني ، ودستوري مشوّه مطعون بألف مادة لا يحميك ولا يحمي حريتك !

أعتذر فديمقراطيتي شعار و واقعي ديكتاتورية وتبعية وتسييس ، وأرضي طائفية ، وسمائي فتنة وتفرقة وغيوم تنذر بالحرب الأهلية ّ ...

 

 

أعتذر !

فأنا وطن بلا هوية ، وأنتم لا تعلمون ، لا تدركون ...

فأنا وطن محكوم من مغارة ، وطنٌ ... حراسه أكبر منه ومصالحهم داست على مصالحه وسلاحهم غرّب أمنه و أهله وشبابه !

 

أعتذر ... إن أوقفوك لأنك حلمت بي بـ "لبنانك" !

أعتذر إن سجنوك ولربما ضربوك فأنا يا ميشال لم أحرر لا في الـ 2000 ولا في الـ 2005 ، فما زالت اسرائيل تحتلني وما زال النظام السوري يطبق شريعته في مؤسساتي !

أعتذر ...

فأجهزة الأمن ليست أجهزتي ، ولا من ترابي ، هي من مدرسة حافظ وبشار ، وتضرب بيد كنعان وغزالة !

أعتذر ...

وقد أخبروني أنهم قد حكموك لثلاث سنوات ...

ولكن لا يا ابن ترابي من حوكم ليس أنت ، من حوكم أنا (لبنان) ، من حوكم هو ما تبقى من ديمقراطيتي ، مني ، من حريتي !

 

أعتذر ، وعار على أجهزة تدّعي أنّها أجهزة وطني ، عار عليها أن ترميَ الوطن وصوته وحريته وراء قضبان الديكتاتورية ، وراء قضبان الفساد ، وراء قضبان الأنظمة البالية - الطاغية !