تعدَّ خيانة الزوجة من الأمور القاسية جداً على الأسرة وعلى المجتمع، لعظم مكانتها وقدرها ودورها في بناء أسرتها. فخيانة الزوجة تهدم كيان الأسرة بالكامل، وتحدث خللاً في نسيج الثقة حتى في نسب الأبناء ما يدخل الأسرة في متاهة وتوهان. لهذا كان الرفض لخيانة الزوجة أكبر وأعظم.

«سيدتي نت» التقى اختصاصيَّة علم النفس، أشواق الوافي، لتطلعنا على فداحة وتأثير خيانة الزوجة على الأسرة والمجتمع.

بداية أوضحت تقول الوافي إنَّه غالباً ما تكون الزوجة الخائنة حنونة طيبة القلب إلى حدِّ كبير، يسهل التلاعب بها وبمشاعرها، وتكون مطيعة في معظم الأوقات، وتتسم بالتوتر دوماً، مع انعدام الثقة في النفس. كل هذه الصفات تؤهلها لأن تكون فريسة سهلة هينة لرجل يعرف كيفيَّة السيطرة على قلبها ومشاعرها وتفكيرها. وعندما تخون الزوجة أو تقع في فخ الخيانة لا تستطيع التكتم على مثل هذا الفعل الفاضح، فهي دائمة الشعور بالذنب وتصرفاتها قد تفضحها في أي وقت عندها تبدأ تغيُّرات واضحة في السلوك والعاطفة نحو زوجها.

دراسة

كشفت دراسة أجريت برعاية جامعة ويسترن الأستراليَّة، أنَّ للرجال حاسة سادسة تمكنهم من التمييز بين المرأة الخائنة والمخلصة عبر استقراء تعابير خفيَّة على وجهها.

وقدم 59% من الرجال الذين أجريت عليهم الدراسة إجابات صحيحة عند عرض صورتين لامرأتين مختلفتين من العمر نفسه. ويعتقد الباحثون أنَّ بعض تعابير الوجه تؤشر إلى القدرة العاطفيَّة والتعاطفيَّة مع الآخرين، وتبيِّن أنَّ تعابير المشاعر الوجهيَّة تؤثر في حكم الآخرين وتوحي بالثقة من عدمها، ورغم أنَّ الصور كانت حياديَّة فإنَّ تعابير صغيرة على وجه النساء كانت كفيلة بكشف ارتكابهنَّ فعل الخيانة.

وتوضح الوافي أنَّ أبرز التصرفات التي تكشف خيانة الزوجة هي:

ـ تغير أسلوب المعاملة:

تصبح المرأة المرتبطة برجل غير زوجها منشغلة عن طلباته ولا تهتم بشؤونه، وهو ما يعتبر تغيُّراً في التعامل، كما أنَّها تكون بطيئة الاستجابة لرغباته، حيث تصبح مشغولة طوال الوقت بأي أعمال منزليَّة في محاولة للهرب من زوجها ولا تسعى لفتح أي حوار معه.

ـ التهرب من العلاقة الحميمة:

تعدّ هذه النقطة دليلا مهماً على خيانة الزوجة، لكنَّها ليست شرطاً لذلك، ويكشف هذا الفعل عن عمق علاقة الزوجة بالرجل الغريب، الذي يجعلها في نفور من اقتراب زوجها منها لممارسة العلاقة الحميمة أو تمارسها من دون مشاعر، كما هو معتاد بين أي زوجين.

ـ الصمت والابتسام من دون داعٍ:

هذا الفعل يعدّ تغيُّراً في طبيعة الزوجة التي غالباً ما تفضل الحديث مع زوجها حول شؤون حياتهما وأطفالهما، لكن خيانة الزوجة تجعلها تتحول للنقيض وتصبح شاردة الذهن أو تتذكر مواقف معيَّنة تجعلها تبتسم من دون مبرر واضح، كما تميل إلى سماع الأغاني العاطفيَّة رغم تهربها من الجلوس مع زوجها أو النوم بقربه.

انتقاد عيوب الزوج:

هي من أبرز علامات خيانة الزوجة، إذ تميل المرأة لإبراز كل عيوب زوجها ولا ترى فيه سوى الصفات السلبيَّة ما ينعكس على طريقة المعاملة، وقد يصل الأمر إلى التركيز على عيوب جسده ورائحة فمه وملابسه كنوع من المقارنة والسخط على حياتها.

ـ الاهتمام بمظهرها بشكل مبالغ فيه:

تبتعد المرأة بشكل عام عن الاهتمام الزائد بمظهرها عندما تصبح أماً. لذا عندما تستعيد المرأة رونقها وتسعى لمواكبة خطوط الموضة والماكياج وتدقق في اختياراتها بشكل لافت فهذا يعتبر مؤشراً على خيانة الزوجة وقد ينتج عن الأمر أيضاً تغيُّر في ذوقها الخاص بالملابس أو الألوان وتميل لارتداء نوعيات جديدة بشكل مفاجئ وغير مفهوم.

ـ الانشغال بالنت والجوال:

الهاتف المحمول، وهو حل أي لغز مرتبط بخيانة الزوجة لزوجها، فغالباً ما يحتوي هاتفها المحمول على كل ما يثبت خيانتها من رسائل واتصالات وفي بعض الأحيان صور، فعند خيانة الزوجة لزوجها أول ما تفعله هو وضع رقم سري لهاتفها ومحاولة إخفائه عن زوجها.

فمن غير الطبيعي أن تجد المرأة وقتاً للحديث المطول في الهاتف أو على مواقع الإنترنت لانشغالها بأعمال البيت وشؤون الأطفال فإذا أصبحت مهتمة فجأة بهذه الوسائل مع وجود أشخاص جدد على صفحتها فهو ما يعني أنَّها على علاقة بشريك جديد.

ـ التهديد بالطلاق:

حيث تظهر بعض العبارات العادية في البداية عند أي خلاف مثل: “كل واحد يروح لحاله”، “أنا زهقت مش قادرة أستحمل”. ثم تتحول إلى كلمات صريحة ومنها “طلقني لا أريد العيش معك”.

كيف نصون بيوتنا من الخيانات الزوجيَّة؟

الالتزام بشرع الله وما أمر به ديننا الحنيف في كل جانب من جوانب حياتنا فهو أكبر حماية وصيانة للنفس والأسرة وعدم التساهل في العلاقات من باب مجاراة ما يحدث حولنا، وأن يقوم كل طرف من الزوجين بمعرفة حقوقه وواجباته جيداً، وأداء واجباته قبل المطالبة بحقوقه، وأن تبنى العلاقة على الصدق والمصارحة والمكاشفة بين الزوجين في كل صغيرة وكبيرة، وأن تكون هناك لغة حوار مشتركة وأهداف مشتركة لكلا الزوجين، وأحلام يحققانها معاً، وأن نحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الاختلاط، ومراعاة الخلوة الشرعيَّة في العمل، وأن يعرف كل طرف حدوده تجاه التعاملات مع المحيطين، وأن يغض كل طرف بصره عن كل ما حرم الله، وأن يحتمي بشريكه ويتحصن كل زوج بزوجته من الوقوع فيما حرم الله فهذا خير سبيل لكي نقي أنفسنا وأزواجنا من الوقوع في الخيانة الزوجيَّة.