انشغل الرأي العام، منذ مدّة، بقضيّة الطفلة إيلا طنّوس التي بُتَرت أطرافها بسبب خطأ طبّي ، وفق ما أفاد به أهلها والتقارير وحتى تحقيقات وزارة الصحة .

أوقف طبيبها في حينها على ذّمة التحقيق ، وانقسم الرأي العام بين مدين للطبيب ومتضامن معه .

 ها قد عادت القضية ذاتها لتتصدر الإعلام إلا أنّ الضحية ليست إيلا بجسدها واسمها وإما إيلا بطفل آخر ، فحسين مشيك إبن السبع سنوات راقد على سريره في غرفة العناية المشددة في مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك بعدما أدخل إثر إصابته بشظايا رصاص من بندقية صيد بينما كان في منزله منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي ، وقد خضع لعملية جراحية بسبب تقطع في شرايين رجله  لينقل بعدها إلى غرفة العناية ، حيث إنتظر الأهل حسين أن يستيقظ من بنج العملية الجراحية لكنّ هذا لم يحصل .

أُجريت صورة سكانر للطفل وتبيّن أنّه أصيب بجلطة دماغية وبأن ثمة منطقة ميتة في الدماغ وبأنه دخل في موتٍ سريري أدمى قلب عائلته.

 

فمن الطفلة إيلا إلى حسين وغيرهم الكثير من الأطفال ضحايا الإهمال والأخطاء الطبية لتكشف مدى الإستهتار بحياة الناس وغياب الرقابة عنها،بعدما أصبَح أصحابُها مافيات أموال ، لا يعرفون من المهنة ورسالتها سوى الربح المادي ، وأضحت مداخل الطوارئ فيها ملتقى الموت البطيء .

قصص كثيرة فيها عذابات كبيرة تدخل ضمن إطار الأخطاء الطبية الرائجة في لبنان، ولا قانون يردعها، خصوصًا وأنّ قانون الآداب الطبية يمر مرور الكرام في حال حدوث أي حادثة، فضلاً عن ان المستشفيات وقبل إجراء العملية تجعل المريض يوقع على وثيقة بأنّه يتحمل بنفسه المسؤولية.

 

إنّها فضيحة لن تكون الأخيرة في بلد كثرت فيه الفضائح بين رؤوس الدولة التي ضاعت بينهم أبسط حقوق الناس وأصبحت معهم حياة الإنسان رخيصة ومبتذلة وأصبحت أرواحنا ألعوبة بين أيادي لا تفهم إلا بلغة المال والسلطة.