ربما يظن البعض أن العلاقات التي تربط الصفوف الأولى داخل حزب الله هي أقوى وأعمق مما يفرقهم لكن الأحداث التي بدأت بالظهور إلى العلن كشفت أن هذا الحزب الإستاليني هو في الحقيقة متفكك داخليا، ومترابط ظاهريا.

فمنذ بدء معركة الزبداني والتباين في الآراء ووجهات النظر داخل الأوساط القيادية في حزب الله بدأ يطفو إلى الإعلام فمنهم من أراد الإنسحاب بسبب الأعداد الكبيرة للعناصر الذين سقطوا في الزبداني حيث وصل بحسب تقديرات بعض الوسائل الإعلامية إلى 111 عنصرا والبعض الآخر أراد البقاء في المعركة حتى النهاية، وخير دليل على ذلك الخلافات التي وصلت إلى ذروتها بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم في الفترة الاخيرة بسبب التباين العميق في التعاطي مع المستجدات.

إذ ان لكل طرف وجهة نظر خاصة يحاول تسويقها لدى الإيراني والسوري. كما ازداد الشرخ في العلاقات بين صفوف حزب الله بعد التمرد الذي أظهره عناصر حزب الله على قياداتهم في أرض المعركة بسبب العنجهية التي إتبعتها هذه الكوادر من تسلط وإصدار اوامر لا تناسب أرض الواقع وكان موقعنا قد نقل قصة حية عن مقاتل إستاء من هذه التصرفات ليبدأ الصراع بين من يريد التحكم بزمام المعركة من غرفته وبين المسؤولين في أرض المعركة. لكن الشرارة التي جعلت هذه الخلافات بين قيادات حزب الله تصبح أكبر وأعمق هي قضية نوح زعيتر الذي نشر صور له في القلمون الغربي مرتدي البدلة العسكرية برفقة بعض العناصر ليسارع الحزب إلى إعلان بيان النفي فيكون الرد بإرسال صور له برفقة القائد الميداني حسين نصرالله.

فبعد هذه الحادثة حصل موقعنا من مصادر خاصة ومقربة من حزب الله بأن نصرالله تم تحويله إلى المجلس التنظيمي في حزب الله وبالتالي تجميد حسابه في الحزب وبمعنى آخر أنه تم طرده. لكن ربما السبب لا يتعلق بالصور إنما هو خلاف داخل القيادات البقاعية (نصرالله-يزبك) من أجل النفوذ والسيطرة حيث يحاول كل كادر أن يكون الآمر الناهي ويلغي الآخر وهذا مرض مستعص داخل رؤوس هرم كل الأحزاب، وبمحاولة لإثبات الذات وتسجيل النقاط أقدم نصرالله على هذه الخطوة لكن سارت الرياح بما لا يشتهيه نصرالله ففصل من الحزب وكان ليزبك المعركة الرابحة.

ختاما، ما علينا إلا التساؤل : هل نهاية الحزب أصبحت قريبة بعد هذا التفكك؟