التحقيق فُتِح رسميًّا. الاهل يصرون على اتهام الطبيب بارتكاب خطأ طبي، مطالبين بكشف الحقيقة. المستشفى رفع تقريره الى وزارة الصحة. وفي غضون ذلك، يرقد حسين راضي مشيك (7 اعوام) من مزارع بيت مشيك-غرب بعلبك في غيبوبة وموت سريري في مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك من 10 ايام، اثر تعقيدات صحية تعرض لها بعد نقله اليه مصابا بطلق ناري في 21 ايلول الجاري.

 

"حسين ضحية خطأ طبي ارتكبه الطبيب المعالج"، يصر اهله على القول. في التفاصيل التي يوردونها انه "مكث نحو 9 ساعات في غرفة العمليات. كان بكامل وعيه عندما أُدخل المستشفى، وكان يكلّمنا. لكن امرا ما ارتكبه الطبيب خلال العملية الجراحية اسفر عن تعرض حسين لجلطة دماغية ادخلته في غيوبة وموت سريري". وطالبوا وزارة الصحة بان "تكشف عن حقيقة ما حصل له، على قاعدة ان ما ضاع حق وراءه مطالب".

 

في المقابل، رفع المسشتفى تقريره الى وزارة الصحة، بعد اجتماع للجنة الطبية. وجاء فيه ان "الطفل حسين أُدخل طوارئ المستشفى في الخامسة والنصف بعد ظهر 12-9-2015، مصابا بطلق ناري في فخذه الايسر، وهو بكامل وعيه مع نبض ضعيف ووجود برودة واوجاع في الطرف الايسر السفلي. وقد اظهرت الصور الطبقية المحورية كسرا مفتوحا في العظمة اليسرى للفخذ، وشظايا عدة عند الركبة، مع تعذر الاحاطة بوضع شريان الركبة وتحديده، من جراء كثافة الشظايا، رغم وجود تروية دموية لاسفل القدم".

 

وقال ان "الاطباء اعلموا اهل المصاب باحتمال الاصابة الشريانية. وتم عمل جراحي طارئ استمر 4 ساعات لتنظيف الجرح وازالة الشظايا ومعاينة الشريان خلف الركبة، بحيث تبين وجود قطعي الشريان (apoplitee)، مما استدعى تدخل جراح الشرايين. وتمت عملية وصل الشريان، واعطي المريض 200 ملم دم. وتم تحرير عضلات الساق ووضعت جبيرة لثبيت العظم. وافاق الطفل بعد العملية واستعاد وعيه الكامل. ونقل الى عرفة العناية المركزة".

 

واضاف: "في السابعة صباح اليوم التالي لاجراء العملية، لوحظ اضطراب في وعي الطفل، مما استدعى وضعه على التنفس الاصطناعي. واجريت له فحوص وصور لازمة للدماغ اظهرت وجود وزمة دماغية متعددة في المخيخ على الجانبين، بسببب جلطة محتملة. فتدخل طبيب اختصاصي بجراحة الدماغ واكتفى بالعلاج الدوائي من دون الحاجة الى عمل جراحي، بحيث تبين انها جلطة دماغية في الدماغ (embolie greisseiuse cerebrlleuse)".

 

أكان حسين ضحية خطىأ طبي اما لا، فإنه يقبع حاليا في طابور المرضى الغارقين في غيبوبة، في وقت يتمسك كل من الاهل والمستشفى باثبات حقه عبر الاختصاصيين: الوالد استدعى الطبيب الشرعي نعمة الملاح للكشف على ولده، والمستشفى شكّل لجنة وضعت تقريرها ورفعته الى وزارة الصحة، بعدما كان وزير الصحة وائل ابو فاعور طلب فتح تحقيق. ويجمع الكل على المطالبة بتحقيق شفاف وعادل. والامل ان يفيق حسين من غيبوبته.