ثلاث فتيات استدرجن من قبل ثلاثة أشقاء من سوريا الى لبنان، تحت عنوان برّاق، هو العمل في أحد المطاعم وكسب رزقهن بكدّ اليمين وعرق الجبين.. انطلت الحيلة على اليافعات وقدمن على وجه السرعة، وبوصولهن الى لبنان اكتشفن وقوعهن في المحظور. فالعمل الموعود لم يكن سوى مجالسة طلاب الهوى وممارسة الدعارة معهم في الفنادق والشاليهات.


 

رأس خيط هذه القضية جرى الامساك به، عندما أوقفت دورية أمنية الفتاة السورية "أ. ب"، ولدى طلب أوراقها الثبوتية تبين أنها دخلت البلاد خلسة، أخضعت للتحقيق فاعترفت بممارسة الدعارة لصالح الأخوين "بشير" و "نبيه". أحيلت الموقوفة على مكتب حماية الآداب العامة ومكافحة الاتجار بالبشر، بناء لإشارة النيابة العامة في جبل لبنان. وهناك اعترفت بأن "بشير" هو من أدخلها إلى لبنان خلسة مع مواطنتها "فاتن"، حيث عمد الى حجز جواز سفرهما وأرغمهما على ممارسة الدعارة بعد ضربهما وتهديدهما بحجز حريتهما في حال رفضتا العمل لصالحه في مجال الدعارة المزدهرة. وتحدثت عن دور "محمود" شقيق "بشير" و"نبيه" الذي تكفّل بمهمة عامل "ديلفيري"، حيث كان ينقلها إلى أماكن تواجد الزبائن في الفنادق والشاليهات.


 

تكثفت التحريات لمعرفة مكان تواجد "فاتن" و"القوادين"، فعثر على الأولى في أحد الشاليهات في محلة (...) فتم توقيفها مع فتاة أخرى كانت برفقتها تدعى "ف.ض" ، بعدها تم استدراج "نبيه" و"محمود" بواسطتها إلى الشاليه وبدأت التحقيقات مع الثلاثة. وهنا روت "فاتن" وقائع استدرجها من سوريا إلى لبنان على يد "بشير" الذي وعدها بتأمين عمل لها، لتفاجأ فور وصولها بإجبارها تحت تأثير الضرب والتهديد والإحتجاز على ممارسة الدعارة، بينما كان "نبيه" ينشط على خط تأمين الزبائن لها ولرفيقتيها "أ.ب" و"ف.ض"حسب طلب الزبون ومواصفات الفتاة التي يرغب بممارسة الجنس معها، وبعد اتمام الصفقة يتولى "محمود" نقلهن إلى الفنادق لقضاء الجلسات الحميمية.


 

أما "ف.ض" فاعترفت بأنها مارست الدعارة لمصلحة "بشير" الذي طلب منها الحضور من سوريا إلى لبنان ووعدها بالعمل فيه في أحدى المطاعم، لكنّها فوجئت فور وصولها بإجبارها على العمل في الدعارة. ولم يتأخر "محمود" بالاعتراف بنقل الفتيات إلى الفنادق لممارسة الدعارة مقابل بدل مالي كان يتقاضاه من شقيقه "نبيه" عن كلّ "توصيلة"، من دون أي علاقة له بتأمين الزبائن.


 

بدوره أقرّ "نبيه" بتسهيل الدعارة للفتيات لمصلحة شقيقه "بشير" لقاء أجر يومي قدره خمسون ألف ليرة، بعدما تكفّل مهمة البحث عن زبائن وقبض المال منهم، نافيا إقدامه على ضرب الفتيات أو إجبارهنّ على ممارسة الدعارة، مؤكداً أن شقيقه "بشير" هو من كان يقوم بذلك ويحضر الفتيات من سوريا الى لبنان.


 

وفيما لم يتم التحقيق مع "بشير" بسبب فراره وتواريه، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد بدران قراراً ظنياً طالب فيه عقوبة السجن سنتين للمدعى عليهم الستة وأحالهم على القاضي المنفرد الجزائي في جبل لبنان لمحاكمتهم.