عاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالذاكرة إلى الوراء خلال مقابلة معه في برنامج "حديث الساعة" وكرر الاقصوصة الشهيرة والمتداولة و المشكك في واقعيتها بأن إيران جاهزة لتجد علاجا لأزمة الكهرباء المستعصية وانه عندما كان الوزير محمد فنيش وزيراً للطاقة وضعوا تصورا لحل المشكلة وبحثوا عن المساعدة من الدول وذهب بنفسه لإيران رغم وضعه الأمني والزيارة كانت متعلقة بموضوع الكهرباء في لبنان كما طلب شخصيا مساعدة ايران واعتبر السيد أن هذا الحل لدى ايران سهل، لكن وزراء الحكومة رفضوا لان لديهم حسابات سياسية معينة.

لكن ما حاول نصرالله تغييبه انه لو أراد فعلا مد يد العون في مجال تأمين الكهرباء -إن ليس للبنان ككل إنما لجمهوره في الضاحية الجنوبية أو الجنوب -لفعل ذلك دون أن يسأل عن حكومة أو رأي أحد في لبنان.

ورغم التحسر الذي يبديه الحزب في هذا الملف إلا أنه لو أراد وضع حد لهذه الأزمة لفعل ذلك من خلال الإستعانة بمولد كبير وإهدار المال بهذا المجال بدل تشييد مجمعات تكلف اموالا طائلة كمجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية او مجمع الإمام الباقر أو حتى مجمع الزهراء الواقع ف الجنوب بين بلدتي كفرصير وقعقعية الجسر والذي بلغت قيمة بنائه ما يفوق المليون دولار حسب ما يقال.

ولكان الحل الآخر أسهل ايضا، إذا اعتبر حزب الله أن الشعب من حقه أن يعيش وان الشباب من حقهم التمتع بحياتهم لإلتفت إلى مشاكلهم الحياتية ومعاناتهم المتمثلة بالماء والكهرباء بدل الرمي بهم إلى الموت ولفضّل شراء مولدات تنير الجنوب وبيوت الضاحية بدل شراء صواريخ كصاروخ زلزال الممطر الذي يضم 30 قنبلة بوزن 17كيلوغراما وطبعا صاروخ كهذا يبلغ سعره ملايين الدولارات وانطلاقا من هنا، فإن انتظار مساعدة إيران بهذا المجال لهو خطأ فادح إذ أنه يستطيع الحزب حل هذه المشكلة عبر استثمار الأموال التي ترده بمجال الخدمات لكن المحسوبيات والمصالح هي الأساس.

وبالقليل من التدقيق أيضا، نجد أن أهالي الضاحية يستنجدون ويطلبون الكهرباء حيث أن هذه المنطقة تشهد إنقطاع التيار 16 ساعة من أصل 24 ساعة أما اهالي الجنوب وما أدراك ما مأساة اهالي الجنوب حيث ان الكهرباء لا تأتي إلا ساعتين من أصل 24 ساعة.

لكن لو أراد السيد القبول بما عرضته إيران من تأمين الكهرباء لتم ذلك فورا لكن كيف يفعل ذلك وهذا الأمر قد يضر بمصالح المحسوبين على حزب الله إن كان في الضاحية أو في الجنوب.

فمافيات المولدات في الضاحية كإشتراك الهادي هو المسيطر الأكبر في منطقة الشياح حيث يمنع على أي شخص ان يعمل في هذه المهنة وإلا مولداته معرضة للإحتراق، كذلك في المريجة حيث تستفيد مافيات آل زعيتر والمقداد المنتمين لحزب الله من مشكلة قطع الكهرباء ويبلغ تقريبا قيمة الإشتراك حوالي 100 دولار كأقل سعر. أما في الجنوب فيبلغ سعر الإشتراك 2.5 أمبير 60 ألف وببعض التدقيق نجد أن أصحاب المولدات أيضا أغلبهم من المنتسبين أو المقربين من حزب الله. إذّا فالأولى بالحزب ان يبقي مساعدة إيران للبنان في حل مشكلة الكهرباء طي الكتمان لأنه المستفيد الاول من هذا الملف ومن هذه المشكلة.

ختاما، لا يمكننا إلا الشفقة على شعب يمشي معصوب العينين وراء قائد يجد في زيادة عدد الجوامع جهادا ويترك الجهاد في سبيل العائلة والوطن والمحتاجين فيا ليت السيد يعتبر أن الضاحية والجنوب عائلته كما يعتبرونه هو ويعمل على مشروع الكهرباء بدل التذرع بإيران وبعدم موافقة الوزراء فالدولة لا تنتظر قرار الدويلة.