بعد مضي ستة أيام على كارثة منى لم يتبين مصير سفير إيران السابق لدى لبنان غضنفر ركن آبادي بل زاد مصيره تعقيداً بفعل الأخبار المتضاربة عنه ، فهناك مصادر تقول بأنّه مصاب ويتعالج في إحدى المستشفيات السعودية ووضعه مستقر قبل أن يتمّ نفيه من قبل عائلته التي تؤكد على أنه لازال مفقوداً .

 

وهناك أخبار تدّعي بأنّه خطف خلال عملية من قبل المخابرات الإسرائيلية بالتنسيق مع المخابرات السعودية تطبيقاً لأسوء الإفتراضات لنظرية المؤامرة التي تتجنب إيران من تبنيها رسمياً .

 

وهناك احتمال بأنّه توفي خلال التدافع حيث يبدو بأنّ جميع المفقودين الذين لم يتم تعرفهم في المستشفيات فمن المرجح أنهم من الضحايا وليس هناك أمل بكونهم على قيد الحياة كما صرّح بذلك علي أحمدي أمين عام جمعية الهلال الأحمر الإيراني خلال حديث مع التلفزيون الإيراني .

 

ولكن رئيس المركز الطبي التابع لمنظمة الحج الايرانية علي مرعشي ينفي التعرف على جثمان آبادي.

 

وفي غضون ذلك نفى وزير العدل الايراني مصطفى بور محمدي يوم الاثنين الماضي موضوع تدخل الموساد الاسرائيلي في كارثة منى معتبرا ان هذه الاشاءات جزء من الحرب النفسية التي شنتها جهات مشبوهة محذرا من الوقوع في فخها. واضاف بورمحمدي قائلا إنني اتصور أن آبادي من الضحايا .

 

واعتبر وزير العدل الإيراني أنّ ادعاء السعوديين بأنّ ركن آبادي لم يدخل الأراضي السعودية عار من الصحة .

 

ومن جهته أكدّ الناطق الرسمي بإسم وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي حسين نوش آبادي على أنّ من المفترض أن يكون غضنفر ركن آبادي مخطوفاً إن لم يوجد بين الضحايا .

 

ولكن موقف المملكة السعودية بأنّ سفير إيران السابق لم يدخل الأراضي السعودية بهويته الحقيقية زاد الطين بلة إذ إنه ظهر أكثر من مرة على الشاشات مباشرة قبل حدوث كارثة منى وهناك صورة لتاشيرته نشرتها مواقع .

 

ممّا يدل على أنّه دخل الأراضي السعودية بهويته الحقيقية ، إلاّ أنّ الاسم العائلي لسفير ايران السابق عبارة عن " أصل ركن آبادي" وليس ركن آبادي وهذا الأمر أوهم السعوديين بأن غضنفر أصل ركن آبادي هو شخص آخر غير السفير السابق بينما هذا هو .

 

إنّ هكذا تصريحات مستعجلة ومرتبكة تجري على لسان مسؤولين سعوديين تُفاقم الأزمة وتثير المزيد من الشكوك وتقوي احتمال المؤامرة المخططة عند البعض .

 

وربما مجموعة من تلك التصريحات والتصرفات المرتبكة والمكابرة والتملص من قبول المسؤولية والمحاولة لإسقاط المسؤولية على الضحايا وخاصة اتهام الحجاج الإيرانيين بالتسبب في التدافع جعلت الناطق الرسمي لحكومة الرئيس روحاني يعبر عن المملكة السعودية بأنّها معادية .

 

إنّ الرأي العام الايراني يتهم السعودية بعدم التعاون في قضية الضحايا والمصابين الإيرانيين ويعتبر تصرفات السعوديين مستفزة للغاية وأنّهم يتعمدون في ازعاجهم وتعذيبهم نفسياً وانهم أساؤوا لضيوف الرحمن .