يقول الرئيس الإيراني حسن روحاني :إنّنا انتصرنا في الحرب التي شنها العراق علينا واستمرت 8 أعوام ، ولكننا أخيراً وبفضل المفاوضات انتصرنا على الحرب. إذ استمرار الحالة السابقة كان يؤدي إلى الحرب ، ولكننا تمكننا من تجنب الحرب بفضل المفاوضات .

وأضاف روحاني بأنّ منظمة الأمم المتحدة بعد سبعين عاماً من حياتها ، لم تعترف بحق التخصيب لأي بلد إلا إيران. فهي الوحيدة التي اعترفت الأمم المتحدة رسمياً بحقها في التخصيب ، واعتبر روحاني القرار الأممي 2231 الذي أقر التوافق النووي بأنه جيد نسبياً، إذ إنه يُلغي 6 قرارات ظالمة سابقة، ويعترف بحق إيران في إنتاج الطاقة النووية.

ويرى روحاني أنّ التوافق النووي كان انتصاراً للشعب الإيراني الذي حصل على حقه عبر المفاوضات، ونوّه روحاني بجهود الفريق المفاوض النووي الإيراني اعتبرهم مقاتلين قاتلوا

ولكن في المقلب الآخر يرى المتشددون إنّ إيران مستعدة لأي مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة ، وضرب قواعدها في الخليج ومابعد الخليج ، كما صرّح نائب قائد الحرس الثوري الجنرال حسن سلامي .

يأتي توعد الأمريكيين بالمفاجأة ، في حال أبدى المرشد الأعلى آية الله خامنئي منذ عامين مرونة تجاههم وسمح بالدخول في مفاوضات معهم ليس الهدف منها إلا تجنب ال حرب، فضلاً عن أن الأمريكيين هم الذين ردعوا الكيان الصهيوني من ضرب إيران ، وبطبيعة الحال لا ينوون مواجهة عسكرية مع إيران .

وأظهر قادة الحرس مراراً وتكرلراً امتعاضهم من تصريحات الرئيس روحاني واعتزازه بتجنيب البلد الحرب والحصول على حق البلد عبر المفاوضات ، ولم يبق أي تصريح للرئيس روحاني دون ردّ من قبل الحرس الثوري .

ويرى قائد الحرس الجنرال جعفري إن القوة التي تردع العدو من الهجوم على إيران والاعتراف بحقها، ليس قوة المنطق الدبلوماسي والمفاوضات، بل إنّها هي القوة العسكرية ، فإنها هي التي تمنع العدو من الاعتداء.

ولكن المشكلة تكمن في أنّ المتشددين يرون بأنّ إيران لم تربح في المفاوضات، بل كانت خاسرة لإنجازاتها.

ويعول قادة الحرس على ما يقول سعيد جليلي كبير الفريق المفاوض في حكومة أحمدي نجاد، من أن فريق روحاني المفاوض النووي تنازل عن حقوق إيران وأهدر إنجازاتها.

وإذا كانت إيران هي الخاسرة في التوافق النووي، كما يزعم المتشددون، فلم يعد يبقى مجالاً للسجال على تحديد الجهة التي ردعت العدو من شن حرب ضد البلاد، فإنّ إيران لم تكسب شيئاً وأحرقت جميع ما حققتها من المكاسب النووية وفقهم .

ويرى المتشددون إنّ زيارة أمين عام المنظمة الدولية للطاقة الذرية يوكي أمانو لموقع بارتشين العسكري المثير للجدل ، لها دلالات رمزية تفيد بأنّ إيران رفعت راية الإستسلام، وتساءل الصحفي المحافظ المتشدد يامين بور لماذا لم يحرك دخول أمانو موقع بارتشين العسكري الشهير أيّ اعتراض ، وقال يامين بور إنّ السماح بدخول أمانو موقع بارتشين تنازل عن موقف المرشد الأعلى الذي أكد في وقت سابق إنه لن يسمح بدخول المفتشين الدوليين المراكز العسكرية .

وفعلاً فتحت إيران أبواب موقع بارتشين المعقّد العسكري أمام يوكي أمانو كبير المفتشين الدوليين، فهل تفتح أبوابها أمام الولايات المتحدة بغية الدخول في مرحلة جديدة للعلاقات تطوي صفحة الماضي. إن هذا ما يحلم به الكثيرون في إيران، بالرغم من أن دون ذلك أهوال .