يبدو أن إنعكاسات التشاور الروسي  - الإسرائيلي للحسم في سوريا ، بدأت تظهر إعلامياً ، ولا سيماعلى حلفاء بشار الأسد في لبنان ومن خلفهم !

ففيصل عبد الساتر المحلل السياسي اللبناني والمدافع بشراسة وحد التعصب عن حزب الله والمقاومة ونظام الأسد فاجأ المتابعين بإطلالته مساء الإثنين الماضي عبر قناة "روسيا اليوم" يقابله نظيره الإسرائيلي شلومو عانور ...

هذه الإطلالة التي حسبما روي اعتذر عنها سالم زهران ليندفع إليها عبد الساتر مستعرضاً رؤيته السياسية في مختلف القضايا ؟

هذه الحلقة أثارت جدلاً واسعاً فكيف لمن يدعم المقاومة اللبنانية الرافضة لأي نوع من العلاقات مع إسرائيل أن يتحاور مع محلليها إعلامياً خاصة وأنّ التحاور مع محلل إسرائيلي هو اعتراف بالكيان الصهيوني وبوجوده السياسي !

 

فيصل والذي وضّح ظهوره لم ينكر معرفته المسبقة أنّ نظيره من دولة العدو ، إلا أنّه أكد اشتراطه على القناة عدم التحاور المباشر مع الإسرائيلي وعدم جمعهما في صورة واضحة منّوها أنّ قناة روسيا اليوم التزمت على مستوى الحوار وخالفت في الناحية التقنية ؟

 

إلا أنّه ومن باب المنطق توضيح عبد الساتر يحتاج لتوضيح ، حيث أنّ السجال سواء كان مباشراً مع الإسرائيلي أو ماراً بالمذيع لا يغيّر طبيعة الموقف ، وسواء جمعتهما الصورة أم لا  ، لا يبدل واقع أنه أطل مع محلل اسرائيلي في وقت واحد وبرنامج واحد على الشاشة للسجال بأمور محددة ، مشتركة ؟

 

فهل تتسبب هذه الحلقة بإحالة عبد الساتر إلى القضاء في حال صنف ظهوره مع الإسرائيلي على أنه تطبيع وهذا ما يدين به القانون اللبناني ؟!

 

من جهة ثانية ، أن تتبنى قناة روسيا اليوم بعد اتفاق بوتين ونتنياهو استقبال محلل لبناني وآخر إسرائيلي ، فهذا يطرح العديد من الإستفهامات ، التي تستلزم توضيح أكثر جدية من الذي أدلى به فيصل عبد الساتر ؟

 

وما سيكون موقف حزب الله من محلله الذي يمثل نهجه ، وهل يشكل فيصل أزمة ثانية تزعزع الحزب بعد أزمة نوح زعيتر ؟

 

 

حتى الآن لا رد فعل واضح ولا تعليق من جمهور الحزب والمقاومة على هذه الإطلالة ، ولكن لو كانت القناة (على سبيل الفرضية) قد استضافت بدلاً من فيصل عبد الساتر أحمد فتفت وأنطوان زهرة لبدأت حملات التخوين تستهدفهما  منذ أول دقيقة للحلقة من كل صوب مقاوم وداعم لبشار الأسد في لبنان ؟