استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفدا من تجمع العلماء المسلمين في لبنان برئاسة الشيخ حسان عبد الله الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء سماحته في إطار التواصل المستمر مع هذه الدار التي هي دار جميع المسلمين بل جميع اللبنانيين، ومفتي الجمهورية هو رئيس العلماء المسلمين في لبنان، لذا نحن جئنا كي نتباحث في شؤون الأمة الإسلامية بشكل عام ولبنان بشكل خاص، خصوصا ما يتعلق برجال الدين ومهامهم. وقد كان اللقاء مثمرا وأكدنا لسماحته على الأمور التالية:

أولا: إن ما يحصل اليوم في فلسطين من محاولات لتقسيم المسجد الأقصى بداية زمانيا ثم مكانيا مقدمة للاستيلاء الكامل عليه ليصار إلى هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه سيشكل طعنة في صميم عزة المسلمين والعرب ما يفرض على المسلمين وعلى رأسهم العلماء المبادرة لشحذ الهمم والدعوة للمقاومة بكل أشكالها ليس لمنع تهويد الأقصى والقدس الشريف فحسب بل لتحرير فلسطين كل فلسطين.

ثانيا: ما كان ما يحصل اليوم في فلسطين ليحصل لو كانت أمتنا موحدة وعلى قلب واحد ولا تستمع لدعاة الفتنة والدعوات الضالة للجماعات التكفيرية وأفكارهم الهدامة، لذا فإننا نعتقد أن الخطر التكفيري يتكامل مع الخطر الصهيوني ليشكلا معا العدو الأخطر لأمتنا وهذا ما يفرض ترك الاقتتال والمبادرة إلى القضاء على الحالة التكفيرية والتي يجب أن تسير على مسارين الأول المواجهة الفكرية وفضح هذه الجماعات بأن لا علاقة لها بالإسلام ومفاهيمه وثانيا بالمواجهة العسكرية للقضاء على من بقي على تعصبه وضلاله ويستمر مع هذه الجماعات.

ثالثا: نحن نؤكد ضرورة استمرار الحوار بين جميع أطراف النزاع في لبنان وخصوصا بين الإخوة في تيار "المستقبل" و"حزب الله" لأن مصلحة الوطن في حل المشاكل بالتفاهم لا بالمواجهة وبالحوار لا بالاقتتال.

رابعا: أكدنا ضرورة أن توجه دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى خطباء الجمعة كي تكون خطبتهم المقبلة عن موضوع فلسطين وضرورة الوحدة الإسلامية في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يريد القضاء على أمتنا بأجمعها بغض النظر عن طائفتهم أو مذهبهم.

خامسا: أكدنا على المطالب المحقة للمتظاهرين ودعونا الحكومة لوضع الحلول السريعة لها بعيدا عن المحاصصة والروتين الإداري والصفقات، غير أننا لا نقر العمل الذي يقوم به البعض من محاولة تهديم أركان الدولة، بل إننا نعتقد أن الحل يكون من خلال الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون انتخاب عصري يقر سريعا على أساس النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة لا على أساس قانون يعيد إنتاج الطبقة السياسية ولا يساهم في تداول السلطة.

الجميل
واستقبل مفتي الجمهورية رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء سماحة المفتي، وكانت مناسبة لنا لمعايدته وتهنئته مسبقا، وبالنسبة لنا هذه القيادة الوطنية والخطاب الوطني الذي يعبر عنه منذ استلامه تعبر عن وجهة نظرنا وعن رغبتنا ببناء لبنان على هذه الأسس التي هي اللبننة الكاملة، المحبة للبنان، العمل لتحصين الوحدة الوطنية والثقة بين اللبنانيين. نحن وضعنا انفسنا بتصرفه من اجل أي خطوة من الممكن ان تساعد في تقريب اللبنانيين من بعضهم البعض، تذليل كل العوائق التي من الممكن ان تؤثر سلبا على العيش المشترك بين اللبنانيين، نحن بالتصرف لنعمل سويا بهذا الاتجاه، وبالتعاون مع بعضنا البعض سنتمكن ان شاء الله من بناء بلد افضل لأولادنا وللأجيال الصاعدة في لبنان".

اضاف: "نتمنى ان تعبر هذه المرحلة بأسرع وقت ممكن كي نتمكن في المراحل المقبلة بأن نتطلع إلى الازدهار والى بحبوحة اللبنانيين ونرى الفرح على وجوههم، وان نبني البلد الذي نحلم به والحياة للمواطن اللبناني التي نحلم بها بعيدا عن كل الأزمات والماسي التي نعيشها اليوم".

وعن الحوار الوطني الذي سيعقد يوم غد الثلاثاء، قال الجميل: "جئنا اليوم بعيدا عن السياسة، هذه الأمور نتكلم عنها في وقتها، لكن اليوم بالنسبة لنا كان الأساس هو ان نعبر لسماحة المفتي عن إعجابنا بخطابه الوطني، بخطابه اللبناني، بهواجسه اللبنانية، وان نضع انفسنا بتصرفه للمساعدة في اي شيء ممكن ان يعزز العيش المشترك ويقوي الثقة بين اللبنانيين، هذا هو هدفنا، والمهم ان يبقى الشعب اللبناني موحدا لمواجهة الأزمات الصعبة التي نمر بها".

سئل: هل تأمل خيرا بالحوار الوطني؟

أجاب: "بصراحة، كلا، لا آمل خيرا بالحوار الوطني، خصوصا بعد الخطابات التي سمعتها منذ يومين او ثلاثة والتي تدل على ان الجميع مصر على مواقفه، للأسف، على حساب لبنان واللبنانيين. وانا اقدر ان تكون جلسة الغد حاسمة وستتوضح المواقف، وسنكتشف اذا كان هناك نية ان نتقدم او مطلوب منا ان نبقى في مكاننا".

سئل: هل ستستمر الكتائب في فتح ملف الفساد؟

أجاب: "هذا الامر لن يقف لا اليوم ولا غدا".