لقد كنت منذ اللحظة الأولى لبدء الحراك الشبابي – الشعبي الإحتجاجي مع هذا الحراك  وشاركت في العديد من التظاهرات والإعتصامات التي أقيمت في ساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء، كما أنني أصدرت بياناً داعماً للحراك ومؤيداً للمشاركة فيه  وكان البيان بإسمي الشخصي كوني لا أنتمي لأي حزب أو حملة ، كما تواصلت مع العديد من المشاركين في الحراك وخصوصاً أعضاء الحملات الشبابية وأبلغتهم دعمي لهم واستعدادي للقيام بأيّ عمل يدعم هذا الحراك ويساهم فيه .

ولقد كتبت العديد من المقالات والنصوص والتقارير التي تدعم الحراك وتعدد الإيجابيات والإنجازات التي حققها حتى الآن ورفضت توجيه الإتهامات للشباب والصبايا الذي يقفون وراء الحراك ، وأنا ما زلت إلى اليوم أؤكد أنّ هذا الحراك الشعبي – الشبابي الإحتجاجي هو خطوة صحيحة وضرورية من أجل تصحيح وتصويب الحياة السياسية في لبنان وأنّه سيكون له نتائج إيجابية في المستقبل من أجل تغيير الحياة السياسية نحو الأفضل .

لكن للأسف لم أوّفق لظروف خاصة أن اشارك في التظاهرة التي انطلقت أمس من برج حمود إلى ساحة الشهداء  وإن كنت تابعت التظاهرة عبر وسائل الاعلام وكنت سعيداً عندما نجح المتظاهرون في الوصول إلى شارع البلدية قرب ساحة النجمة وكنت أتمنى أن يصل المتظاهرون إلى داخل ساحة النجمة وأن يبقوا هناك ويعتصموا كي يضغطوا على النواب والمسؤولين السياسيين للوصول إلى معالجة للأزمة السياسية في لبنان.

لكنني قرأت بعض اللافتات التي رفعها بعض المتظاهرين والتي حملت سباباً وشتائماً وكلمات نابية وغير لائقة بحراك سياسي وشعبي تغييري، وأنا مع أنّ كل الطبقة السياسية فاسدة أو مسؤولة عن الفساد  لكن هل يكفي توجيه الإتهامات العامة أم المطلوب فتح الملفات وإعداد التقارير الموثقة لكشف الفساد .

الحراك يجب أن يستمر لكن بشرط أن يحدد له أهدافاً واضحة ومحددة وأن يستفيد من النجاحات التي يحققها وأن يقدم حلولاً بديلة وأن لا يكتفي بالإعتراض والمواقف العامة.

إنّ عملية التغيير لا تتم بكبسة زر وبمجرد رفع الشعارات والشتائم والسباب والكلمات النابية بل من خلال خطط عمل واضحة ومحددة ومن خلال تجميع أكبر كتلة شعبية كي تضغط على المسؤولين والقيادات كي يحققوا الأهداف والمطالب المرفوعة.

وأخيراً سأظل مع الحراك الشعبي والإحتجاجي وأنا أنوه ببعض الخطوات والأنشطة المميزة مثل سوق أبو رخوصة في ساحة رياض الصلح والكرمس بمناسبة عيد الأضحى المبارك لكن من المهم أن لايسمح المنظمون للحراك أن يتحوّل إلى ساحة سباب وشتائم وأن يمنعوا رفع اليافطات المسيئة والتي تحمل كلمات نابية وشتائم كما برز في آخر تظاهرة.