دائماً يسعى حزب الله لشد الهمم وإستقطاب بيئته الحاضنة وجمهوره بعناوين حساسة يلعب فيها على الوتر المذهبي، وتحت مسميات المقاومة وغيرها، ليبقى الناس يدافعون عن القضية مهما كانت بغض النظر عن درجة صوابيتها.

 

وكما دخل الحرب السورية من بوابة جماية المقامات والدفاع عن الشيعة هناك تحت عنوان "لبيك يا زينب" و "لن تسبى زينب مرتين"، يختار له في كل مجال عنواناً فضفاضاً يجذب من خلاله الناس.

 

وفي بعلبك هي ليست المرة الأولى التي يختار عناوين لأعمال مقرونةً بإسم الشهداء ليعطي العمل قدسيةً تدفع بالناس تلقائياً للشراء مهما كان، ومنذ أكثر من خمسة عشر سنة ويقيم كل عام معرضاً للقرطاسية والكتب عند بداية العام الدراسي لمدة شهر تحت عنوان " معرض سيد شهداء المقاومة للكتب والقرطاسية"، هذا المعرض الذي قطع أرزاق أصحاب المكتبات في سوق المدينة بأكمله.

 

أحد أصحاب هذه المكتبات في حديث ل "لبنان الجديد" يقول أن المعرض ومنذ أن بدأ حزب الله بتنظيمه كل عام، يقطع أرزاق مكتبات السوق بأكمله، فالناس خلال فترة إقامته تذهب للشراء منه كونه في المرتبة الأولى يحمل عنواناً يخيل للبعض بأنهم يدعمون المقاومة من خلال الشراء منه، ويخيل لهم أيضاً أن الأسعار فيه أقل وهو أمر غير صحيح، ويضيف أن إحدى سيئاته عمد إستطاعة الأهالي من إعادة تبديل أي شيء إشتروه خصوصاً الكتب كون المعرض ينتهي في أواخر أيلول.

 

بدورها تقر مصادر خاصة أن المعرض هو خطيئة كبرى بحق أصحاب المكتبات، ويضيف أن الحزب قد ألغى كل المعارض المماثلة في المناطق ولم يبق إلا معرض بعلبك وستوكن هذه آخر سنة.

 

صاحب مكتبة أخرى معلقاً على هذه القول: "يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب" فمن سيعوض خسائر الأعوام السابقة، وكم يحتاج أصحاب المكتبات لإعادة أوضاعهم إلى سابق عهدها وإعادة بناء العلاقة مع زبائنهم