هل يفقد وسط بيروت جماليته ، وهل تقل أناقة أسواقه إن أصبحت الأسعار به " أبو رخوصة" ، مدروسة وتناسب كافة فئات الشعب !

 

الداون تاون وهي المنطقة المحظورة على أغلبية اللبنانيين إذ أنّ معظمهم من الطبقة الوسطى والتي لديها من الأعباء ما يتقدّم على "فنجان قهوة برجوازي" ، ليصبح هذا المحيط دبلوماسي - رأسمالي بإمتياز ، يفصل بين مجتمعين غير متشابهين بتاتاً ..

مجتمع خارجه وهو الشعب اللبناني بكامله ، ومجتمع بين سياجه العاجي وهم أقلية الدولارات والحسابات المصرفية ؟!

 

لم ينظر يوماً اللبناني لهؤلاء على أنّهم يسرقون حقّه ولم يطمع بقهاوي الداون تاون ، بل كان يتجوّل بها فرحاً بالصورة التي تعكس لبنان ، غير آبهاً بدخول مطاعمها الفخمة وأسواقها التي تفوق مدخوله ...

 

إلاَ أنه ومع قناعة هذا المواطن ،يخرج نقولا شمّاس متبجحاً معلناً أنّها لن تتحوّل لأبو رخوصة ، شمّاس الذي حاول يوم أمس لملمة تداعيات خطابه الطبقي والذي همّش به الغالبية العظمى من الشعب اللبناني ، إلا أنّه لم يوقظ بالشعب الفتنة الطبقية وإنّما الإرادة لإزالة كل مظاهر التفاوت المجتمعي !

 

أن تصبح منطقة الداون تاون "معقولة مادياً" لن يدمرها ولن يدمر اقتصادها بل على العكس ستصبح أكثر حيوية وستضج مقاهيها وأسواقها بكل فئات المجتمع اللبناني ...

لذا نحن نريد لوسط بيروت أن يتحرر من هذه الليبرالية المتعالية وأن يصبح "أبو رخوصة" ؟

نريد أن نشرب القهوة  بساحاته بفاتورة "طبيعية" وأن نأكل وجبة غذاء "ما تكلفنا معاش شهر " ، فحصرية هذا الوسط بفئة معينة هو عنصرية كشرت عن أنيابها وآن للبنانيين أن يسترجعوا  حقوقهم و وسطهم واقتصادهم ؟

 

ولتكون قهوتنا جميعاً في الداون تاون وقهوة "أبو رخوصة"