يقول الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، إن إضعاف واحتواء الجمهورية الإسلامية يشكل محوراً أساسيا لسياسات أمريكا الإقليمية ، وتمار الولايات المتحدة هذه السياسة عبر المواجهة المباشرة مع التيارات التي تقع داخل دائرة النفوذ الإيراني .

أضاف سليماني بأنّ الولايات المتحدة انتهجت سياسة إدارة الجماعات التكفيرية الإرهابية ولا تريد القضاء عليهم ، حتى ترتفع حاجة المنطقة إليها في مكافحة تلك الجماعات .

واعتبر الجنرال سليماني أن احدى أهداف الأروبيين من زياراتهم المكثفة إيران التي تتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إيجاد الخلاف الداخلي ورفع مستوى المطالبات العامة، ومسح العداء مع الولايات المتحدة.

وخلال خطابه لقادة الحرس الثوري شدد المرشد الأعلى آية الله خامنئي على توخي الحذر واليقظة أمام العدو وتوطيد أركان الثورة والفكر الثوري، مضيفاً بأنّهم يقولون إن إيران بعد عشر سنوات لم تكن كما هي الآن، وإنهم يعولون على فترة لم أك موجوداً.

أكد خامنئي على أنه خلافاً لما يقال من أنّ الثورة انتهت ونحن الآن نعيش مرحلة النظام، فإن الثورة الإسلامية لن تنته ولن تتبدل ، وينبغي أن تعيش الجمهورية الإسلامية حالة الثورة المستمرة .

ومن جهة أخرى قال حسين شيخ الإسلام إن هناك مؤامرات تحال الآن ضد بلده، وفق جميع القرائن، حسب شيخ الإسلام .

وحول تفاصيل تلك المؤامرات، يقول شيخ الإسلام إن الأمريكيين، يحاولون فتح ملفات جديدة ضد إيران في الأمم المتحدة بحجج واهية منها تهديد السلم العالمي ، واتهم شيخ الإسلام السياسيين الأمريكيين بانتهاج سياسة معارضة الديمقراطية ودعم الديكتاتوريين في المنطقة.

خلافاً لما كان المتوقع يبدو أنّ هناك شعوراً عند المحافظين الإيرانيين بأن الولايات المتحدة تحيك في المرحلة الراهنة مؤامراةً جديدة لما بعد تنفيذ الاتفاق النووي، ربما تكون تلك المؤامرات ناعمة ولكنها مؤكدة عندهم ولهذا يتجه التيار المحافظ إلى العمل في أكثر من مجال لإحباط ما يزعم بأنّها مؤامرة أو مؤامرات أمريكية خبيثة ضد إيران.

وفي هذا السياق تُعتبر زيارات وزراء ورؤساء أوربيين لإيران يرافقهم وفود اقتصادية وتجارية وثقافية، جزءا من المؤامرات التي لا تأمن الجمهورية الإسلامية وثورتها المستمرة شرها.

هذا ويعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بأنّ الاتفاق النووي أثمر بتزايد الزيارات واللقاءات بين الأوربيين والإيرانيين وأن إيران تمكنت من تحرير اقتصادها وثرواتها من احتلال العقوبات، ولكن يبدو أنّ هذا الإنجاز في عيون المحافظين ليس إلا مقدمة لإحتلال القيم والغزو الثقافي الغربي وخسارة إيران الثورة لصالح النظام.

فعليه يمكن القول بأنّ الخلاف الداخلي في إيران يتمحور على استمرار الثورة، أو مغادرة مرحلة الثورة من غير رجعة إليها، وكل يغني على ليلاه.