فكر وتوجه جبران تويني إلى الحرية والديمقراطية لم يترسخ عند ابنته ميشيل ، التي لا تتوانى عن إظهار موقفها المعارض للحركات المطلبية ، فمن تبنيها فكرة الداعشية لطلاب كلية ادارة الأعمال في طرابلس ، إلى إعتبارها اليوم أنّ التحركات "طلعت ريحتها" لتمرر بين السطور دعماً خفياً للسلطة الفاسدة ودعوة غير مباشرة لتطبيق مقرراتها بيد من حديد !!

 

ما كتبته ميشيل جاء تحت عنوان الشعب ، وحق الشعب ، وحرية الشعب ، فتويني التي استفزها قطع الطرقات لم يستفزها النفايات بل ولم تستفزها "حال الطرقات الفوضوية" وقانون السير (المفشكل) ، لتحمل قلمها (الخارج عن نهج جبران) مهاجمة أصحاب المطالب ...

ولكن المصيبة هو مدى العاجية التي تحيا بها ميشيل والتي ظهرت جلياً في نقدها ، فمقالتها أظهرت الإقتصاد والإستثمار اللبناني وكأنهما على أفضل أفضل حال ، وأنّ الشوكة في الحلق هم "المعتصمون" فقط "المعتصمون" !

 

محقة أنت يا تويني ، فالدولة اللبنانية تحمي الإقتصاد بل وتشجعه وتقدم أفضل تسهيلات للمستثمرين وتدعم المشاريع ، محقة ، فلا عاطلين عن العمل في لبنان والحراك المطلبي وحده هو الذي سيقطع الأرزاق وسيؤدي إلى بطالة "لم يعهدها لبنان إطلاقاً " ؟

 

للأسف ، إنّ جريدة النهار فقدت الروح بعد جبران والكيان بعد غسان ليتحوّل ملعبها العائلي إلى "لعب ولاد" ...

اسمحي لي ميشيل ، حافظي على نهج جبران الذي آمن بشعب لبنان العظيم لا بحكام لبنان ، والذي نزل لساحة الشهداء مراراً لأجل الحرية لأجل الكرامة الشعبية لأجل الحقوق المهدورة والمسروقة !!!

ما قرأناه اليوم في صفحات النهار هو ظلامية "وتتكرر" ظلامية لا نرضاها لإرث جبران المتنور ؟

 

ميشيل وبكل محبة نقول لك : "كوني ابنة جبران .. وأصمتي"