عندما تأتي مرحلة التسويات في سوريا ، فمن الطبيعي ـن تسعى إيران لأن يكون لها الدور الاساسي في حلّ الأزمة وعلى أن تكون جزءاً من الحل .

وبالتأكيد فإنّ الدور الإيراني في حلّ الأزمة السورية سيكون بحجم التقديمات والمساعدات والخسائر التي منيت بها جراء مشاركتها المباشرة في الحروب السورية التي مضى عليها أكثر من أربع سنوات أو عبر اداتها حزب الله الذي انخرط في هذه الحرب تحت ذرائع وعناوين متعددة .

وبالتالي فإنّ هذا الدور سيكون بحجم ومدى فاعلية وتأثير ما حققته القوات العسكرية الإيرانية من تقدم ونجاحات وانتصارات خلال المعارك التي خاضتها ولا تزال على الأراضي السورية مما يعطيها أسباب المطالبة بأقصى ما يمكن الحصول عليه ، لذا فليس مستغرباً أن تنال إيران حصة الأسد من جبنة الحل السوري .

وفي السياق لم يعد خافياً أنّ لإيران مشروعها الخاص بها في سوريا يقوم على إنشاء دويلة علوية على طول الشاطىء السوري وتريد لمثل هذه الدولة أن يكون لها امتداد في الداخل اللبناني وتحديداً في منطقة البقاع الذي يشكل الحاضنة الأقوى لحزب الله ، كي يتمكن الحزب من خلال تواجده العسكري في هذه المنطقة من حماية حدود الدويلة العلوية المزمع إنشاؤها من منطلق مذهبي ليس إلا .

روسيا من جهتها ليست بعيدة عن هذا المشروع الإيراني الخطير ، ويبدو واضحاً أنّ تورطها المباشر أكثر فأكثر مؤخراً في الحرب التي يتعرض لها الشعب السوري هو إشارة على انزعاجها من الدور الإيراني المتمادي في سوريا وسعي روسي حثيث لتحقيق مكاسب عندما يتم إنجاز الحل السياسي لسوريا .

والمشروع الإيراني في سوريا يشمل تبادلاً للسكان على أساس مذهبي يبدأ بتهجير أهل الزبداني من أجل تسهيل قيام الممر الذي يربط الدويلة العلوية بالمناطق اللبنانية التي تقع تحت سيطرة حزب الله ، والمطلوب الإتيان بسكان من قرى شيعية في محافظة إدلب /الفوعا وكفريا/ عاشوا مئات السنين بوئام مع مكونات المجتمع السوري ووضعهم في مدينة الزبداني ومحيطها .

وبالنسبة لوضع العاصمة دمشق فإنه تجري عملية تجنيس للبنانيين وعراقيين وايرانيين وأفغان من مذهب واحد وإقامتهم فيها بغية السيطرة عليها.

لا شكّ أنّ المشروع الإيراني في سوريا غاية في الخطورة لأنه يستهدف تقسيم البلد بعد العجز الواضح على إبقائه كله تحت سيطرة النظام العلوي الذي أقامه الرئيس حافظ الأسد ، والذي تحوّل في عهد بشار الأسد إلى نظام العائلة وقسم من الطائفة بالتحالف مع بعض رجال الأعمال السنة في المدن وبعض الأقليات المستفيدة من السمسرات والصفقات أو على الأصح من فتات ما تتركه العائلة الحاكمة للسوريين الآخرين .

ما يجري في سوريا تحاول إيران استغلاله خدمة لمشروعها التوسعي وما يزيد الأمر خطورة في اللعبة الدائرة في سوريا هو انضمام الروسي إلى الإيراني في القتال في سوريا