مؤتمر" جماعات العنف التكفيري:الجذور والبنى والعوامل المؤثرة" ينهي اعماله ومطالبة بفكر اسلامي متنور وحوار منفتح ومواجهة داعش لمنعها من تقسيم المنطقة.

أنهى المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ومركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي بالتعاون مع المركز الاردني للدراسات والمعلومات أعمال مؤتمره لليوم الثاني والأخير، والمنعقد في فندق رامادا – الروشة، وحضره ممثلون عن السفارة المصرية والاتحاد الاوروبي وسفارات المانيا والسودان وايران والجزائر وسفير اليابان، الشيخ ابراهيم الصالح، ممثل مفتي صيدا والجنوب محي الدين قبرصلي، المستشار الثقافي الايراني محمد شريعة مداري ،الشيخ احمد عمورة عضو هيئة العلماء المسلمين ، الأب الدكتور يوسف مونس، والوزير الأسبق المهندس روجيه ديب، ووفود من الجماعة الاسلامية وحزب الله وحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي وتجمع العلماء المسلمين وحركة التوحيد الاسلامي وشخصيات أكاديمية وبحثية، وباحثون من دول عربية وأجنبية. وقد ترأس الجلسة ماقبل الاخيرة رئيس مركز عصام فارس للدراسات سفير لبنان الأسبق في واشنطن الدكتور عبد الله بو حبيب فأشار الى اهمية الاعلام في العصر الحالي وخطورته في آن لدى الجماعات الاسلامية التكفيرية، ثم تحدث الدكتور محمد محسن عن مضمون الخطاب الاعلامي فقال أنه عمل على البحث في استراتيجية داعش الاعلامية، والوسائل المستخدمة في أدوات التنظير لها. وأوضح أن داعش تعتمد سياسة مرحلتي النكاية والتمكين، وما يجري بينهما هو إدارة التوحش.

وأطلق محسن على مرحلة النكاية المرحلة الاعلامية لادارة التوحش، او العمليات النفسية كجزء من الدعاية السوداء والمتضمنة التضليل الاعلامي. وتطرق الى ما يطلق عليه بالجيل الرابع من الحروب وهي مرحلة تقويض المجتمعات من الداخل، بعد أن عجزت الجيوش بطرق مباشرة أن تلحق الهزيمة بمجموعات صغيرة. واشار الى أن هذه المرحلة الرابعة من الحروب هي التي تخاض في العراق وسوريا بواسطة داعش. ووصف الحرب النفسية في مجال الاعلام بالمعركة الاعلامية والهادفة الى خدمة صاحب الدعاية، مشدداً على ان داعش إعتمد الفبركة والكذب والتضليل وغسل الادمغة وكي الوعي وهو أسلوب العدو الاسرائيلي وكل ذلك في اطار شل الخصم.

وشرح الأهداف الاستراتيجية للعمليات النفسية ومن أبرزها حزب الوحدة الوطنية وإثارة الفتن الطائفية وهو ما تقوم به داعش. و تحدث الدكتور محمد علوش عن وسائل الاعلام العربية والغربية ومواقفها من التيارات التكفيرية، متسائلاً عن دور الاعلام ومسؤوليته في تمدد دور هذه التيارات؟

وهل يمكن إستخلاص استراتيجية اعلامية لدى هذه التيارات؟ ولفت الى مشكلة تكمن في عدم وجود دراسات مسحية عن هذه التيارات تعتمد المسح السوسيولوجي، وذلك بسبب سرية هذه التيارات. وراى ان الاعلام في العالم ليس مستقلاً عن اصحاب المصالح، لا بل انه ينحرف احيانا ليلعب دور البوق. واعرب عن مخاوفه من القدرات الاعلامية لهذه التيارات التكفيرية معلناً نقلاً عن مراكز دراسات بحثية غربية ان عمليات التجنيد لصالح هذه التيارات تتم عبر تطبيقات الهاتف المحمول.

وخلص الى القول ان الارهاب على خطورته قد يصبح محفزاً لنا في إعتماد النقد العلمي للموروث الديني. وترأس الشيخ ماهر حمود الجلسة الختامية فوجه تحيته لجهود المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق في تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع المركزين الآخرين، وإنتقد غياب التحليل عن بعض الظواهر التاريخية، متوقفاً عند ظاهرة الخوارج في التاريخ.

مقترحاً على القائمين على المركز اقامة مؤتمر خاص حول ظاهرة الخوارج في التاريخ، وتمنى عدم تحميل الاخوان المسلمين وخاصة مؤسسها الامام حسن البنا وسيد قطب القول بأنهم هم من قالوا بتكفير الآخر.

وشدد على ضرورة استمرار الحوار بين المذاهب والمختلفين فكرياً لمواجهة داعش وإنهائها، متسائلاً عن العمل الجاري في هذا السياق، وعن المشروع الاسلامي؟

لافتاً الى محاصرة مشروع الجمهورية الاسلامية الايرانية كمشروع مقاوم من قبل الغرب والمذهبية معاً مما يعيق قيامها بخطوات متقدمة؟

وقال: أين هو المشروع السني لمحاربة داعش وأمثالها؟.

ثم تحدث العميد المتقاعد الياس فرحات عن القلق في شخصية المسلم العربي، معتبرا أنها ناجمة عن عدد من الاسباب منها دور رجال الدين المتراوحة بين السلبي والايجابي، لا سيما لجهة فوضى الفتاوى، متسائلاً عن أي دولة اسلامية نريد بناؤها؟

وأين الحالة الاسلامية والصحوة الاسلامية مما يجري من تطورات وقال: هذا الوضع سمح للتيارات التكفيرية بالظهور. وعدد اسباب جذور الارهاب وأبرزها: تراجع الهوية الوطنية ثم المناهج الدراسية التعليمة، ثم المواقف السياسية الملتبسة وخاصة في العراق في ظل الاحتلال الاميركي لها، إضافة الى الفساد وسوء الادارة مما أتاح لداعش السيطرة عل اجزاء من بغداد، اضافة الى سوء استخدام الشعارات وتفسيرها تاريخياً.

ثم تحدث الدكتور يحي قاسم فرحات عن جذور التكفير، مستعرضاً لعدد من النقاط الاساسية والتي أدت الى تكفير الآخر، في حين ان تكفير المجتمع هي فكرة حديثة انطلقت مع بعض التيارات. وتحدث الباحث محمد خواجه فركز على تنظيم القاعدة ورؤيتها العسكرية، مشيراً الى ان "القاعدة" تكفر الآخر المختلف وتحض على إلغاء وجوده، واستعرض لمراحل نشوئها عسكرياً وسياسياً من افغانستان الى العراق الى اليمن الخ.. مع تمييزه لاجيال طبعت مسيرة تنظيم القاعدة ومنها الجيل الثالث الحالي وطابعه عسكري والذي تجلى في ظهور داعش.

ولفت الى ان داعش تملك كفاءة قتالية عالية وليست مجرد ميليشيا.

وعن كيفية مواجهة داعش دعا الى وحدة الجبهات والتنسيق الميداني وتوسيع النخب المدربة في الجيوش النظامية لخوض حروب الشوارع، واعتماد المناورة والمشاغلة في ضرب هؤلاء، والتركيز على الجهد الاستخباري لخرق هذه التيارات التكفيرية. وخلص الى القول ان هذه التيارات انهزمت في المناطق حيث يوجد ارادة قتال والعكس صحيح. وتحدث الدكتور احمد موصللي وطالب باعادة صياغة المفهوم السني على أسس حديثة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً واجراء حركة اصلاحية على صعيد الفكر الاسلامي.

وشدد على ضرورة ايجاد فكر اسلامي متنور لمواجهة التيارات التكفيرية الحالية.

وراى ان داعش بوضعها الحالي ستسمر، وستكون مفتاحاً لتقسيم المنطقة الى دويلات مذهبية وطائفية، مطالباً دول المنطقة العمل على إيجاد تعايش اسلامي- اسلامي، وصيغة اقليمية للتعاون وخاصة مع ايران وإلا فاننا ذاهبون الى تشظي العالم الاسلامي، ونشوء جماعات متشددة اكثر من داعش.

وتحدث الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين فتوقف حول سبل مواجهة العنف التكفيري واولها بناء المواطنة، وتحريك الاقتصاد العربي وادراك اهمية التعاون الاقتصادي العربي، وبناء الدولة المدنية وفيها يتساوى الجميع ومن كل الطوائف والمذاهب، وايضا في تحقيق المصالحة بين الحركة القومية العربية والحالة الاسلامية، مؤكداً ان لا دولة دينية في الاسلام، مطالباً بتعزيز ثقافة الحوار بين الاديان والمذاهب.

ثم قدمت مداخلات عديدة للدكتورة هلا رشيد امون والدكتور طراد حمادة والدكتور نبيل سرور والاستاذ محمد وليد والدكتور نصر خلفي والدكتورة احلام بيضون والاستاذ خالد غزال والشيخ حسين غبريس.

واختتم المؤتمرين بكلمتين للشيخ محمد زراقط عن مركز الحضارة والدكتور عبد الحليم فضل الله فتم التاكيد على اهمية المؤتمر وضرورة متابعة البحث والدراسة حول ظاهرة العنف التكفيري.