كشفت دراسة حديثة أن السلوكيات المتكررة والمقيدة المشتركة بين من يعانون التوحد تصيب الفتيات بوتيرة أقل من الصبيان، وأن أجزاء معينة من دماغ الذكور والإناث الذين يظهرون مثل هذه السلوكيات تكون مختلفة.

وتوصل باحثون ترأسهم أوستوب سوبيكار، وهو باحث في كلية الطب في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، إلى وجود اختلافات في عوارض التوحد عند الصبيان ولفتيات.

وقال سوبيكار إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى احتمال وجود عامل يساهم في ظهور أعراض التوحد عند الفتيات بشكل منخفض نسبياً.

 

وأوضح أن السلوكيات المتكررة والمقيدة تُعد من أكثر الخصائص التي تلفت الانتباه إلى من يعانون التوحد، وهي غالباً ما ما تكون المؤشر الذي يؤدي إلى تشخيص هذا الاضطراب.

ولفت إلى أن أحد أبرز الأمثلة على هذه السلوكيات هي الحركات المتكررة والتركيز أحادي التفكير على نقطة اهتمام معينة، والالتزام الشديد بالروتين.

ورأى سوبيكار أن هذه النتائج تزيد احتمال عدم اكتشاف معاناة بعض الفتيات التوحد، وتشخيص إصابتهن بشكل خاطئ، مثل اضطراب التواصل الاجتماعي.

وأضاف أنه بالنسبة إلى الصبيان الذين تبدو عليهم السلوكيات المتكررة والتقييدية بشكل واضح، فقد يظهرون علامات خاطئة أكثر على المعاناة من اضطراب الطيف التوحدي، إذ لا تنحصر هذه السلوكيات بالأولاد المصابين بالتوحد، بل تشمل من يشكون من اضطرابات في النمو العصبي.

يُشار إلى أن الدراسة شملت 128 فتاة و614 صبياً يعانون التوحد، وتتراوح اعمارهم بين 7 و13 سنة، ويفوق مؤشر الذكاء لديهم الـ70.

وعمد الباحثون إلى المقارنة بين نتائج تصوير 25 فتاة و25 صبياً يعانون التوحد بالرنين المغناطيسي، و19 فتاة و19 صبياً ينمون بشكل طبيعي.

وتبيّن أن السلوكيات المتكررة لدى الفتيات المصابات بالتوحد أقل حدة بالمقارنة مع الصبيان، في حين أن صعوبات التواصل الاجتماعي متشابهة بين الجنسين.

أما في ما يتعلّق بنتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، فقد سجل الباحثون اختلافات في أجزاء معينة من الدماغ، بما في ذلك تلك المتعلقة بالحركة، بين الفتيات والصبيان المصابين بالتوحد، إلا أنه لم يكن الفارق بين الجنسين فاب لدى الأولاد الذين لا يعانون التوحد.

 

لبنان 24