في الوقت الذي تعزز فيه الصين وروسيا من وجودهما العسكري في المنطقة الغنية بالموارد أقصى الشمال، تتدافع وكالات المخابرات الأميركية لدراسة القطب الشمالي للمرة الأولى منذ الحرب الباردة.

وبحسب صحيفة لوس انجلوس تايمز 7 أيلول 2015 ، إنّ اهتمام وكالات المخابرات الأميركية المفاجئ في المنطقة يعتبر علامة واضحة على الأهمية الاستراتيجية المتنامية لهذا الجزء من كوكب الأرض.

وعلى مدى الأشهر الـ 14 الماضية، قامت معظم وكالات الاستخبارات الأميركية البالغ عددها 16 وكالة بتعيين المحللين للعمل بدوام كامل في منطقة القطب الشمالي، وعقد مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية مؤخرا “مجلسا استراتيجيا” لتبادل النتائج التي توصل إليها المحللون.

علاوة على ذلك، اعتمدت وكالات الاستخبارات في عملياتها في المنطقة على أقمار التجسس الأميركية التي تدور فوق القطب الشمالي، وأجهزة الاستشعار البحرية العميقة في المياه المتجمدة هناك.

يأتي كل هذا القلق المتزايد بعدما أكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها كانت تتبّع 5 سفن حربية صينية في بحر “بيرنغ”، بين آلاسكا وروسيا، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى، ما آثار بشدة اهتمام المسؤولين الحكوميين.

ويبين هذا التركيز المتزايد على هذه المنطقة كيف يمكن للولايات المتحدة والقوى القطبية الأخرى تعديل خططها، مع “فتح” الاحتباس الحراري ممرات بحرية جديدة، ما يؤدي لانطلاق السباق نحو الاحتياطيات غير المستغلة إلى حد كبير من النفط والغاز الطبيعي والمعادن في هذه المنطقة، حيث تدور بين الولايات المتحدة وروسيا وكندا والدنمارك والنرويج متابعات قضائية على استغلال قاع المحيط المتجمد الشمالي.

وقد أمضت وكالة الاستخبارات الأميركية المعروفة باسم NGA، العامين الماضيين في رسم الخرائط والرسوم البيانية الجديدة للممرات المائية والأراضي المتاحة في هذه المنطقة الشاسعة، وقال مدير الوكالة “روبرت كارديللو” إنّ وكالته تعتزم “توسيع وتسريع” وتيرة هذا العمل.

وقد نشرت الوكالة بعضا من هذه الخرائط الرقمية المفصلة الأسبوع الماضي، في حين كان الرئيس أوباما في زيارة استغرقت 3 أيام إلى ألاسكا، وأصبح بذلك أول رئيس أمريكي يزور مجتمع الدائرة القطبية الشمالية.

وتشير الخرائط إلى مناطق مهابط للطائرات، ومناطق تنقيب عن النفط وموانئ وحدود وطرق بحرية، وتخطط وكالة NGA لعمل خرائط بتقنية الأبعاد الثلاثية لولاية آلاسكا بحلول عام 2016 والقطب الشمالي بأكمله بحلول عام 2017، للمساعدة في عمليات تتبع ذوبان الجليد البحري وانحسار الأنهار الجليدية بالمنطقة.