تسلم خبراء روس مطار اللاذقية الساحلية غرب سورية ورفعت موسكو «مستوى ونوعية» الانخراط العسكري في سورية على أن يرتبط إرسال قوات روسية بتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب بقرار من مجلس الأمن. وأوضح مصدر قريب من موسكو لـ»الحياة» أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد «الحفاظ على التوازن العسكري في سورية ومنع انهيار الجيش النظامي، لفرض تسوية سياسة وتشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف». وجرت أمس اتصالات لفك عزلة السويداء بعد احتجاجات عقب اغتيال الشيخ وحيد البلعوس وسط حديث الإعلام الرسمي عن تبني عنصر من «جبهة النصرة» العملية.

وقال مصدر آخر إن الانخراط الروسي تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى وعن احتمال إرسال طيارين روس لشن غارات وتسليم مقاتلات «ميغ - 31» الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر ووصول ناقلات جند ومشاركة روسية في بعض المعارك من بينها المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية. وأكد المصدر تسلم خبراء روس مطار اللاذقية في شكل كامل و»أن مزيداً منهم سيصلون قريباً».

واتخذ بوتين القرار بناء على «دعوة رسمية» وجهها الرئيس بشار الأسد الذي أبلغ وسائل إعلام روسية أن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري ضروري جداً لإيجاد نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي». وعُلم أن مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك زار موسكو سراً قبل زيارة وزير الخارجية وليد المعلم ولقائه بوتين ونظيره سيرغي لافروف في 29 حزيران (يونيو) الماضي. وتردد أن مسؤولاً أمنياً آخر زار روسيا أيضاً. وجاء قرار موسكو تفعيل «معاهدة الصداقة» للعام 1980 وتوسيع البنية العسكرية بعد مشاورات، خصوصاً أن سورية ترتبط باتفاق دفاع مشترك مع إيران منذ 2006. وقال المعلم أخيراً إن بوتين «وعد بدعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً».

وأوضحت المصادر أن موسكو لم ترسل قوات برية، مشيرة إلى أن هذا القرار مرتبط بتشكيل «تحالف ضد الإرهاب» بقرار دولي، الأمر الذي سيكون أحد بنود المؤتمر الذي تعمل موسكو التي تترأس على عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري بالتزامن مع دعوة الرئيس باراك أوباما إلى قمة للتحالف الدولي - العربي لمحاربة «داعش» في نيويورك في 27 الشهر الجاري، في وقت تتجه فرنسا وبريطانيا وهولندا والدنمارك وأستراليا للانضمام إلى شن غارات في سورية.

إلى ذلك، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الجهات المختصة» قبضت «على الإرهابي الوافد أبو طرابه الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الإرهابيين» في السويداء الجمعة وقتل في أحدهما البلعوس، لافتاً إلى أن «أبو طرابه ينتمي إلى جبهة النصرة». وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» اللبناني وليد جنبلاط: «إن حبل الكذب قصير، أبو طرابه هو أبو عدس الدرزي»، في إشارة إلى أحمد أبو عدس الذي ظهر في فيديو وتبنى اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005.

وقالت لـ «الحياة» مصادر من السويداء إن «عناصر معظم الفروع الأمنية انسحبوا من مراكزهم وأخذوا وثائق رسمية وإن مواجهات حصلت فقط في فرع الأمن العسكري حيث قتل ستة عناصر على الأقل مع إطلاق سراح معتقليين منه»، مشيرة إلى أن «قوات الدفاع الوطني» و «درع الوطن» التي تضم عناصر من أهالي السويداء لم تستجب لطلب النظام «حماية مرافق الدولة» ضد مقاتلي عناصر «مشايخ الكرامة» التابعين للشيخ البلعوس المعروف بمعارضته للنظام. وجرت أمس محاولات لاعادة فتح الطريق بين السويداء وريف دمشق حيث يعيش دروز، مع استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات.