لا يخفى على أحد أنّ انتهاء فصل الصيف والاستعداد للعودة المدرسية يُلقي بثقله ليس على الطلّاب وحسب، وإنّما على الأمّهات أيضاً. وغالباً ما يكون وقعُ العودة المدرسية "ثقيلاً" على الفتيات اللواتي يتذكّرن هذا اليوم بأدقّ تفاصيله، حتّى بعد مرور أعوام كثيرة على مغادرتهنّ المقاعد الدراسية.لكلٍّ منّا ذكرياته التي تكون حزينة ومربِكة لحظة حدوثها، ولكنّها تصبح مع الوقت مشَوّقة ومضحكة. ولعلّ من الذكريات التي يصعب علينا نسيانها ونحِنّ إليها، رغم أنّها كانت تشكّل لنا هاجساً حقيقياً، هي العودة المدرسية بعد انتهاء فصل الصيف. وبما أنّ هذه "المصيبة" تجمع غالبية الطلّاب والطالبات، تَطرَّق موقع aufeminin الفرنسي إلى المشاعر والأفكار والتصرّفات التي تتشاركها غالبية الفتيات في هذه "المِحنة"، أبرزُها:

الـ Nuit Blanche

عشيّة العودة المدرسية، يصعب على الطالبات النوم، فتتسارع الأسئلة والهواجس إلى أذهانهنّ، وأبرزُها: "في أيّ غرفة سأكون يا ترى؟ ومَن مِن صديقاتي سيصادفن معي في الغرفة ذاتها؟ أيّ أساتذة سيعلّمونني"؟... وغيرها الكثير من الهواجس المقلِقة الكفيلة بطرد شبح النوم من عيونهنّ. ولكنْ في صباح اليوم التالي، وبعد مرور ثلاثة أشهر من الراحة والمرَح يشعرنَ برغبة فعلية بعدم مغادرة الفراش.

تعليمات الأهل

كذلك مِن الأمور التي تَتشاركها الطالبات عشيّة العودة المدرسية، ذَكرَ الموقع الفرنسي الإصغاءَ إلى تعليمات الأهل. وأبرزُها تلك المتعلّقة بالنتائج المدرسية وضرورة التركيز على شرح الأساتذة وعدم التلهّي في الصفّ.

إختيار الملابس

ثَمّة مدارس، وفي بعض المراحل التعلّمية خصوصاً المتقدّمة، لا تفرض على الطلّاب ارتداءَ زيّ موحّد، بل تمنحهم الحرّية في ارتداء ما يحلو لهم من ملابس شرط أن تكون محتشمة. ولا شكّ في أنّ المراهقات يَرغبن في ترك انطباع أوّلي جميل عنهنّ في بداية العام الدراسي، ولذلك يتَسمّرنَ أمام خزانة الملابس حوالى أربع ساعات لاختيار الأزياء المناسبة.

ولاحَظ القيّمون على الموقع أنّ غالبية الفتيات يسَلّطن الضوء على البرونزاج الذي حصَلن عليه في الصيف عبر اختيارهنّ ملابسَ بيضاء اللون. كذلك، فإنّ غالبية المراهقات يَشترين قطَعاً جديدة للعودة المدرسية كفيلة بإثارة إعجاب الفتيان وإثارة غيرة الصديقات.

صعوبة إيجاد الصفّ

لاحَظ القيّمون على الموقع الفرنسي المتخصّص بشؤون النساء، أنّ غالبية الطلّاب يواجهون صعوبة في إيجاد الصفّ في بداية العام الدراسي، خصوصاً إذا انتقلوا إلى مرحلة تعَلّميّة جديدة أي مبنى جديد. وإجمالاً غالباً ما تلتقي الطالبة التائهة في "زواريب" المبنى، طلّاباً آخرين يبحثون بدورهم عن غرَفهم.

التعريف عن النفس أمام الجميع

في مرحلة المراهقة، يواجه الطلّاب صعوبة في إثبات ذواتهم، وغالباً ما يفتقدون للثقة بالنفس ويَشعرون بالإحراج من التكلّم علَناً وبصوت مرتفع. وهذا ما يكونون مضطرّين على القيام به في بداية العام الدراسي، إذ يطلب منهم الأساتذة الوقوف والتعريف عن أنفسهم أمام الجميع ومشاركة أخبار العطلة الصيفية. وغالباً ما تَحمَرّ الطالبات ويَشعرن بآلام حادّة في المعِدة ناتجةٍ عن التوتّر والخجل.

نسيان محفظة الأقلام في المنزل

تتأكّد الفتاة جيّداً من وضع كلّ اللوازم المدرسية في حقيبتها قبل خلودها إلى النوم استعداداً لليوم المدرسي الأوّل. ولكن في غالبية الأحيان، تصل إلى المدرسة فتكتشف أنّها نسيَت إمّا محفظة أقلامها أو أحد الكتب المهمّة في المنزل.

ووجَد القيّمون على موقع aufeminin أنّ "هذه الحادثة هي عامّة بين غالبية الطلّاب، وتَحدث إثر التوَتّر الذي يشعرون به عشيّة العودة المدرسية، فينسون توضيبَ أغراضهم ولوازمهم المدرسية". كذلك، قد تضطرّ الفتاة إلى اقتراض قلمٍ مِن زميلتها التي لا تحبّها أو تشعر بالغيرة منها.

باختصار، إنّ مشاعر كثيرة تختلجنا عشيّة العودة المدرسية، مشاعر متضاربة تُقلِقنا وتخيفنا وتُربكنا، ولكنّنا لا نعلم مدى حلاوتها ولذّتها إلّا بعد تخَرّجنا ودخولنا معترَك الحياة من بابها الكبير والعريض حيث المسؤوليات المتراكمة.

 

 

(الجمهورية)