هزت قضية غرق الطفل السوري إيلان الرأي العام العربي والأجنبي، وأظهر العالم مشاعر الحزن لملاك أبت أمواج البحر إلا أن تأرجحه بعطف أم  كي يكون شاطئ البحر وسادة الأمان التي فقدها في شعب يعتبر صاحب الإنجازات الكلامية فقط.

    فإيلان رحل ..وترك وراءه الآلاف منه، في لبنان وتركيا وبودابست وغيرهم من البلدان العربية والأجنبية التي يتعرض فيها اللاجىء لأساليب هدر الكرامة.

  تمدد إيلان ليقول لكم :أنظروا، أي إنسانية تدعون وأخوتي في بودابست يمنعون من دخول المانيا ويعاملونهم كأنهم إرهابيين؟ عن أي عاطفة تتحدثون وأخوتي في لبنان يموتون بردا في الشتاء وينامون ليلا على الطرقات جياعا؟ 

  أي حزن تظهرون وهناك أطفال يموتون يوميا بحرب ليس لهم أي ذنب بها؟ وعن أي حق لي في الحياة تتحدثون وأنا أرى ظلما وتشريدا لأطفال شعبي؟

  أي طفولة أعيش ووطني أصبح مسرحا لتحقيق أهداف دوليه؟ وأي حياة لي ورئيس بلادي يقتل يوميا المئات بالبراميل المتفجرة؟

  نعم هذا ما كان سيقوله إيلان لو كان قد بقي على يد الحياة لأنه لو لم يهاجر ليموت غرقا ما كان لأحد النظر إليه أو تقديم أي مساعدة له.

  وانا كلبنانية، أتوجه إلى اللبنانيين بصرخة وجع من الروح، وجدت في أطفال السوريين بلبنان إيلان آخر يحاول أن يتشبث بالحياة من خلال العمل لساعات طويلة أو التسول أو من خلال الموت جوعا.

  ولكي لا يكون هناك إيلان، فلنتوقف عن إظهار عواطف لا تغني عن مساعدة ترسم الضحكة على وجه طفل هرب من نظام فاسد وقاتل.

  وإن كان بعضنا يشارك في قتل الأطفال، فلنحاول نحن أن نقدم لهم المساعدات وبدل أن ننظر لهم نظرة سوء أو أن نعاملهم بازدراء نفتح لهم قلوبنا قبل بيوتنا ولنتوقف عن إعتبارهم لاجئين لأنهم إخواننا في الإنسانية.  

وعل نوم إيلان الأبدي يكون عبرة لمن يعتبر.