مع اقتراب نهاية العطلة، من المثالي إعادة ضبط الأولاد في أسرع وقت من أجل استئناف وتيرة دراسية هادئة. فما هي أبرز الأمور التي يجب على الأهل الانتباه إليها لإنجاح عودة أبنائهم إلى المدرسة؟ يُعتبر النوم لساعات كافية من جهة والغذاء الجيّد من ناحية أخرى مفتاحين رئيسيين لعام دراسي مُفعم بالنشاط والنجاح. وفي هذا السياق، شدّد العلماء على نقطتين أساسيتين:

• النوم الجيّد للحصول على علامات متفوّقة: ربطت الدراسات الحرمان من النوم بالتأثير السلبي في النتائج الدراسية، وعلى رغم ذلك فإنّ عدد الأولاد الذين لا يحصلون على ساعات جيّدة من النوم يزداد باستمرار.

إستناداً إلى الباحثين، يُعتبر الوقت الذي يتمّ إمضاؤه أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر، المتّهم الرئيسي وراء هذا الواقع. وبذلك يصِل الأولاد إلى الصفّ بحالة رديئة يغمرها التعب وقلّة الانتباه مع مشاكل كبيرة في التركيز، وعندها يقلق الأهل ويتساءلون عن سبب ضعف الأداء الأكاديمي.

• سوء التغذية ومشكلة الفطور: يشكّل حذف الوجبة الصباحية عائقاً كبيراً للعام الدراسي الناجح. بعد مرور ليلة وصباح اليوم التالي، تبقى معدة الأولاد فارغة لمدة 14 ساعة.

وخلال وقت متأخّر من الصباح، يشعرون حتماً بالتعب، والبعض يعوّضون ذلك باللقمشة التي ينتج عنها فقدان الشهيّة على الغداء! لا غنى عن إقناع الأولاد بأهمّية الحصول على فطور مُنتظم ومتوازن لمساعدتهم على بدء نهارهم بنشاط تام وتعزيز قدرتهم على التركيز وحلّ المسابقات.

بالتأكيد ليس المقصود تناول الحلويات، إنما استهلاك الكربوهيدرات المعقّدة الموجودة على سبيل المثال في الخبز أو رقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة، من دون نسيان كوب الحليب. يُعتبر هذا الأمر جزءاً من الصحّة الغذائية!

إذاً من الضروري أن يتحلّى الأهل بالوعي الكافي أثناء الإعتناء بأولادهم، وإلّا فإنهم الملامون على سوء نوم أبنائهم ونظامهم الغذائي. وفي ما يلي أبرز النصائح الرئيسية لإنجاح العودة إلى العام الدراسي:

• ضمان نوم منتظم وكاف للحفاظ على أعصاب جيّدة وتعزيز قدرة الدماغ على الاستيعاب. يحتاج الطفل حتّى عمر الستة أعوام الى 12 ساعة من النوم كلّ ليلة إلى جانب القيلولة. وعند بلوغه 13 عاماً يحتاج إلى 9 ساعات من النوم، وخلال فترة المراهقة بين 7 ساعات ونصف إلى 8 ساعات.

• الحصول على وجبة فطور غنيّة ومتوازنة. من الضروري أن يتناول الولد أقلّه مشتقات الحليب (حليب، لبن، جبنة)، وكربوهيدرات بطيئة (خبز، بسكويت، رقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة)، ومشروب (شاي، شوكولا).

• التركيز على النشويات ذات الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر والتوست الأسمر، لأنها تحتوي نسبة أعلى من حامض الفوليك الذي تبيّن أنّه يعزّز أداء الدماغ.

• الحصول على السمك مرّتين في الأسبوع، فهو غنيّ بمادة الأوميغا 3 الضروريّة لتطوير وظائف الدماغ. وقد أثبتت الدراسات فاعلية هذه الأحماض الدهنية الأساسية في خفض خطر الإصابة بالألزهايمر. ويجب أن تكون مشويّة للحصول على فوائدها.

• يمكن تناول البيض لغِناه بالبروتينات وأيضاً بمادة الكولين التي تساعد على تعزيز الذاكرة والجهاز العصبي.

• الحصول على 5 حصص من الفاكهة والخضار لاستمداد جرعات عالية من أهمّ الفيتامينات والمعادن.

• تنظيف الأسنان جيداً صباح كل يوم وفي المساء قبل الخلود إلى النوم.

• غسل اليدين قبل تناول أيّ وجبة غذائية وبعد دخول الحمّام.

• الحرص على إبقاء الأظافر قصيرة ونظيفة، وإلّا فإنّ كلّ إهمال يعزّز التهابات الجهاز الهضمي وانتشار الديدان المعوية.

• حمل حقيبة مدرسية خفيفة لا تتخطّى 10% من وزن الولد كحدّ أقصى.

• إرتداء ملابس فضفاضة، خصوصاً أنّ السراويل الضيّقة جداً تعزّز الاضطرابات الوريدية والتهابات المسالك البولية.

• إجراء فحوص طبية دورية خصوصاً لدى الصغار والذين يعانون أمراضاً مُزمنة كالسكّري والربو. من دون نسيان التقييم البصري المنتظم، والتقييم السمعي في حال أدنى شك، إضافةً إلى زيارة طبيب الأسنان كل عام.

• الإنتباه إلى شرب كمية كبيرة من المياه. فبلوغ مرحلة الجفاف لا يؤدي فقط إلى عدم القدرة على التركيز، إنما أيضاً يسبّب أوجاعاً في الرأس وتعباً شديداً وخمولاً.

وفي ما يخصّ المشروبات التي تحتوي الكافيين فمن دون شكّ تتمتّع بالقدرة على زيادة الوعي والتنبّه، لكن من المهمّ الحصول عليها بكمية معتدلة، أي الاكتفاء فقط بكوب من النيسكافه. يُنصح أيضاً بالتركيز على الشاي الأخضر الذي يحتوي مضادات الأكسدة مثل الـ»Catechins»، ويساعد على الاسترخاء.