بين المرأة والأناقة علاقة قديمة ومتجدّدة وقوية، لا تتزعزع مهما كانت الظروف، أو أقلّه هذا ما نعتقد، إذ نلاحظ أنّ المرأة تميل إلى إهمال أناقتها ومظهرها الخارجي بعد الزواج عموماً والإنجاب خصوصاً. فما وَقْع إهمال الأناقة على المرأة أوّلاً وعلى علاقتها الزوجية ثانياً؟ يراها جميلة أنيقة ومرتّبة، تهتمّ بمظهرها الخارجي وتأخذ كامل وقتها لتعتني بجمالها وتنتقي القطع التي تليق بجسمها وتتماشى مع إطلالتها. فيغرم بها وبأناقتها ويقرّر خوض معها علاقة عاطفية تثمر حبّاً وتفاهماً وزواجاً سعيداً مستقرّاً.

أناقة... من الألف إلى الياء

في بداية علاقتهما وصولاً إلى مرحلة الخطوبة والاستعداد للدخول في القفص الذهبي بـ»نعم» أبديّة مكلّلة بالثقة والأمل، تحرص المرأة على أن تبدو جميلة بنظر حبيبها. لا بل تحرص على أن تكون الأجمل من بين نساء الكون، فنجدها مترقّبة لعروض الأزياء العالمية وعينها شاخصة على واجهات المحال التجارية وعقلها مشغول بكيفية تنسيق القطع مع بعضها البعض وفق ما يناسب ذوقها وإطلالتها.

ولا يقتصر إهتمامها على الأزياء فقط، بل دائماً ما تغيّر تسريحتها وماكياجها مدخلةً التجدّد على إطلالتها لتفاجئ حبيبها في كلّ مناسبة، فيخال نفسه وكأنّه يتعرّف كلّ مرّة الى امرأة جديدة يحبّها ويعشقها أكثر من سالفتها. ولكن لماذا تهمل المرأة مظهرها الخارجي بعد الزواج؟ ولماذا تتخلّى عن أناقتها بعد الانجاب؟ وما تأثير إهمال الشكل الخارجي على المرأة أوّلاً؟ وعلى الزواج ثانياً؟ وهل صحيح أنّه يقود إلى الخيانة؟

سببٌ للخيانة

يلاحظ خبراء العلاقات العاطفية أنّ أسباباً كثيرة تقود إلى الخلافات الزوجية والمشكلات والخيانة، أبرزها إهمال المرأة لمظهرها الخارجي معلّلين أنّه «عندما يعود الزوج إلى منزله متعَباً ومرهَقاً من العمل الشاق، يتمنّى أن تفتح له الباب امرأة جميلة ومرتّبة تذكّره بصورة تلك التي أُغرم بها وعشقها في مرحلة الخطوبة. ولكنّه غالباً ما يتفاجأ بامرأة تستقبله بملابس النوم القطنية أو الملابس المتّسخة جرّاء تنظيف المنزل، تزعزع صورة المراة التي عشقها وتحطّم آماله».

وقد حذّروا النساء من مخاطر إهمال المظهر الخارجي، «فالرجل يكون معرّضاً للوقوع في الخطيئة والانجذاب إلى امرأة أخرى تحسن اختيار ملابسها وتتقن إبراز جمالها»، داعين إياها إلى عدم إهمال مظهرها الخارجي وأناقتها وعدم التفكير أنّ «الزواج ضمانة لعدم الخيانة».

زعزعة الثقة بالنفس

كذلك، وجدت الابحاث والدراسات التي تعنى بعلاقة الأناقة بالثقة بالنفس أنّ «إهمال المرأة لمظهرها الخارجي وأناقتها يعني حكماً تخلّيها عن سلطتها الانثوية والقبول بالتخلّي عن ثقتها بنفسها»، مؤكّدين أنّ «إتقان المرأة لأناقتها وجمالها الخارجي يزيد من ثقتها بنفسها في أكثر من مجال ويقودها إلى النجاح ليس في الحفاظ على نجاح زواجها وحسب، وإنما تحقيق أهدافها وطموحاتها». وقد دعا علماء النفس المتزوّجة إلى عدم التخلّي مطلقاً عن أناقتها معتبرين أنّها «السلاح الذي يمكّنها من مواجهة الصعوبات الكثيرة التي تعترضها».

دليل على احترام الذات

كذلك، وجد خبراء العلاقات العاطفية وعلماء النفس أنّ «المظهر الخارجي يعكس روح المرأة ومدى احترامها لذاتها وللآخرين خصوصاً إذا دعيت للمشاركة في إحدى المناسبات الاجتماعية».

ووجدوا أنّ ما من مبرِّر يمنع حفاظها على أناقة مظهرها «فحتى الانجاب وتحمّل مسؤولية تربية الأطفال لا يبرّران إهمالها لاناقتها». كذلك، فإنّ تجدّد المظهر ينعكس تجدّداً في العلاقة ويبعد بالتالي شبح الروتين والملل فيضمن ثبات الزواج واستقراره.

في الختام، لا بدّ من حثّ المرأة على عدم إهمال أناقتها، حفاظاً على ثقتها الكبيرة بنفسها ولضمان مكانتها المهمّة والمميزة في المجتمع واحتراماً لنفسها وأنوثتها، ولاستقرار زواجها وصورتها الجميلة بنظر زوجها.