كما تعودنا في لبنان أن لا خطوة لرجل سياسي سابق كان أو حالي، دون أن يكون له أهداف خفية يلهث وراء تحقيقها، وهذا ما دفعنا إلى التعمق على ما أقدم عليه الإبن الضال لحركة أمل والنائب السابق حسن يعقوب.

فما كان لافتا في ذكرى الـ37 لإختفاء الإمام موسى الصدر،ليس تغيب عائلتي الصحافي عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب عن الإحتفال، إنما الخطوة التي قام بها نجل الشيخ يعقوب والتي تضمنت الدعوة الى المشاركة في إحياء الذكرى الـ37 لتغييب والده الشيخ محمد يعقوب مع الإمام موسى الصدر والصحافي عباس بدر الدين، في بلدته بدنايل في نفس توقيت إحتفال النبطية.

ورغم أن هذه الخطوة حاول كثيرون تحليل أبعادها ونسبها لأمور تتعلق بتباعد بين بري ويعقوب على خلفية إخفاء معلومات عن العائلة أو بسبب أن لجنة المتابعة للقضية ليست بذي ثقة، إلا أنه ما غاب عنهم استحضار تاريخ النائب يعقوب وربطه بالوضع الحالي لمعرفة ماهية أبعاد خطوته.

وربما بعض التذكير بأن النائب يعقوب أصبح نائبا في كتلة التغيير والإصلاح بدعم مباشر من قبل حزب الله قد يفيد في فهم هذه الدعوة التي يبدو أنها مدروسة جدا.

وفي استرجاع بعض التصريحات الصحافية ليعقوب نجد انه قد وجه في أكثر من مرة إتهامات لرئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه يسعى إلى نقل الكرة إلى ملعب عون للضغط عليه لأجل فتح دورة إستنثنائية مضيفا أن "ابتزاز العماد عون بالشيء الذي كان يرفضه هو أقسى أنواع الابتزاز".

وهنا يحق لنا الإعتقاد أن ما قام به النائب السابق يعقوب هو ورقة إمتنان رد فيها جميل الحزب عليه أو ربما

كانت دفعة من حزب الله نفسه لضرب احتفال بري في ضوء ما تشهده الساحة الحالية من خلافات واختلافات بين بري وعون الحليف لنصرالله.

وبإقامة الإحتفال في نفس التوقيت سيدفع بعض الجماهير إلى الإحتفال بالذكرى في بدنايل بدلا من النبطية وبهذه الطريقة يشعر بري بأنه أصبح خارج حسابات الشيعة بشكل عام والحركيين بشكل خاص فيضطر إلى العودة إلى السرب الثنائي لكن شاءت الجماهير أن تمشي بعكس رغبة التيار وهبت العاصفة الخضراء ولاء لبري من قلب مدينة الصدر.