ربما قارب العماد ميشال عون المثل الشعبي الشائع /الصهر سند الظهر وابن الأخت عدو الخال/ في عملية توريث رئاسة تيار التغيير والإصلاح لصهره الوزير جبران باسيل حارما هذه النعمة لأبن أخته النائب الان عون.

وبذلك فإنه لم يشذ عن القاعدة الذهبية التي تعتمدها معظم الأحزاب السياسية اللبنانية التي ترتكز على شخصية المؤسس المهابة من جميع من حوله والذي يحرص على التمسك بالمفاصل الأساسية للتنظيم وبالمكونات الفاعلة والمؤثرة في صفوف القواعد الشعبية على امتدادها وعلى مدى انتشارها ولعل أهم هذه المكونات هي المكون المالي فإنه يحتفظ بحرية التصرف به ليبقى هو الآمر الناهي وصاحب القرار الأول على قاعدة من بيده المال بيده القرار لذا لم يكن مفاجئا تنفيذ رغبة العماد ميشال عون في عملية توريث تياره فيما كان يريد ويسعى إلى تحقيقه.

حيث كشف عن شخصيته الحقيقية في التصرف بملكية سياسية وشعبية خاصة جمعها على مدى خمسة وعشرين عاما يتصرف بها حسبما تقتضي مصلحته وعاطفته وعلى طريقة الدكتاتوريات البائدة والتي لا يقبل معها أي اعتراض أو حتى أي نقاش في ما يتخذه ويفرضه من قرارات. فالعماد عون أساسا لم يكن في وارد تأسيس حزب سياسي ديمقراطي يعتمد على المؤسسات طالما تحدث عنه.

بل يصر على صيغة تيار شعبوي غامض وغير خاضع لضوابط الانتخاب والمساءلة وانتاج سلطة القرار بالوسائل الديمقراطية. وقد ظن ميشال عون أن قراره توريث صهره سيمر بسلاسة ودون ضجيج تحت خدعة الانتخاب من المنتسبين متوقعا أن يفهم الجميع رغبته في من يريد توريثه.

ويقتصر الأمر على فولكلور ديمقراطي شكلي. غير أن حساب حقل عون لم ينطبق على حساب بيدر معظم الكوادر في تيار التغيير والإصلاح حيث ظهرت بوادر انشقاق خطير كان يعتمل داخل التيار منذ سنوات . وفي المعلومات التي رشحت عن الحلقة الضيقة التي تحيط بالعماد عون أنه استخدم وسيلتين للخروج من مأزقه. الأولى.

هي وسيلة عاطفية لدرجة البكاء. فبكى وابكى خلال لقاء التوريث عبر القول لمعارضي رغبته لقد بلغت عمرا متقدما وهناك محاولات لكسري من الخارج فلا تكسروني من الداخل ولا تحققوا طموحات أعدائنا. الثانية. هي وسيلة ضغط سياسي استخدم فيها حليفه حزب الله الذي يملك مفتاح المقاعد النيابية في بعبدا.

فلا يستطيع أي نائب عوني هناك نكران فضله السابق واللاحق. على أن الأسوأ من تحويل التيار إلى إرث عائلي. هو الانحراف الخطير عن المسار الوطني السليم وعن المسار الديمقراطي البسيط. وأما الحديث عن أن الوريث سينهض بالتيار. فكله كلام خارج الواقع ويجافي الحقيقة.

فلا التحسينات الموعودة على النظام الداخلي ستغير شيئا ولا طبيعة الخليفة الجديد وهو /الولد المعجزة والطفل المدلل/ ونهجه الاقصائي يطمئنان الموعودين بالتغيير.

وإذا كان العماد ميشال عون سيجهد بوسيلتيه. العاطفية فيه والسياسية من الحليف للتستر على العورات المكشوفة.

إلا أن الآتي من الأيام لا يضمن نجاح هاتين الوسيلتين في حصر التيار بالأسرة المالكة.

سيما وأن هناك تململ كبير داخل التيار واعتراض يصل إلى حد النقمة على الأسلوب الفج الذي أستخدم في عملية التوريث.