على خطى السياسيين حاولت أغلب القنوات الإعلامية استغلال تحرك "طلعت ريحتكم " ،  ولكن ولأنّ الشريحة الأوسع من الإعلام اللبناني مسيس و "علنياً" ، رسّى مزاد قرصنة التحرك  على وكالتين ، هما المؤسسة اللبنانية للإرسال وتلفزيون الجديد ؟

حيث أنّ شاشة المستقبل والمنار غابتا عن مواكبة الإعتصام إلاّ بتغطية خجولة فالتيار الأزرق هو أبو المشنوقين وصديق تمام وشعار "إسقاط النظام" مناهض لسياسته ، فيما حزب الله غارق بالزبداني "ومش فاضي للعب ولاد" ....

 أما ال nbn  فخرجت "قسرياً" عن المتابعة عندما تم زجّ اسم حركة أمل وشباب نبيه بري في أعمال التخريب والتعدي على القوى الأمنية وافتعال المشكلات وتحمليهم وزر المندسين !

ليتصدر الشاشات البطولية كل من مذيعي الLBC  والجديد ، ففي ليل السبت الماضي وبعد تعرض إعلاميات المؤسسة اللبنانية للإرسال تحولّت النشرة من نقل موضوعي لطرف ، فمن تغطية الشارع للنقل من الاستديو برعاية "ديما صادق" ، سقطت الحيادية ، فلم تتردد ديما في مهاجمة السياسيين الذين اتصلوا بها لإيصال رسائلهم للمعتصمين ، هجوماً أودى بها للتهور حيث أنّها تسرعت وحكمت أن الوزير بو صعب قد تهرب وأغلق الخط فيما هو كان ما زال متصلاً !

على الأرض كان المشهد فوضوي فالمراسلات أصبحن من المتظاهرين ، أحكام وصراخ وأدلة وإدانة ، لينحاز العمل الإعلامي عن هدف نقل الخبر كما هو إلى فرض الرأي على المشاهد ؟!

انفعال ال lbc  تتابع لتبني هاشتاغ طلعت ريحتكم ، وكأن القضية هم من أطلقوها وهم أصحابها !

 

استغلال المؤسسة اللبنانية قد يهضمه اللبناني ، ولكن ما لا يمر مرور الكرام هو استثمار الجديد لهذه الحركة الشبابية ، فمن مراسليها واستعراضات نوال بري ، لإعلانها أنّ القضايا التي يرفعها المتظاهرون شكلت على الدوام مطالب الجديد في محاربة الفساد والنظام الطائفي !!!

هنا أتساءل ، كيف لقناة الفساد أن تحارب الفساد ؟ وكيف للجديد التي سبقت وطردت موظفي شيعة بعدما أدبها كل من حزب الله وحركة أمل ، أن تتحدث عن الطائفية ....

 

وهل نسيت قناة الفتنة ، نشراتها السامة والصفراء والتي هدفت في عديد من المرات إلى بث التفرقة بين المواطنين ؟!

بإختصار ، "دكانة" تشترى وتباع لا يحق لها أن تتحدث عن القضايا والوطن ، فالوطنية لا ثمن لها يا قناة مريم البسام والمليونين  !!!

والتغيير لا تعبر عنه مؤسسة كل يوم ترتدي لوناً مختلفاً من ألوان السياسة حسب قيمة "الشيك" ، فإن كنا نتحفظ على إعلام لبنان المسيس غير أنّه أقله واضح التوجه ، إلاّ أنّ دكانتكم "لا رب لها" !

 

ولأكون منصفة فليتنحى كل إعلام لبنان عن استغلال الحركة وليس فقط الجديد ،  فما ينادي به الشباب أكبر من كل هذه الشاشات ومن مطامعها ..