لا شكّ ولا ريب أنكم الأقوياء في طوائفكم وأحزابكم ، بعضكم يستقوي على بعض ، والآخر يستقوي على البلد ، بما يملك من قوَّةٍ ونفوذٍ ، وثالث يملك شبيحة وقطاع طرق وخفافيش الليل وفي النهار ملائكة الرحمان ....

لكننا على ضعفنا وخلوِّ أيدينا من السلاح والقوة والنفوذ والعدَّة والعداد، هي أقوى من قوَّتكم ومن تآمركم ،لأنكم حاربتمونا بسلاح الطائفية والمكر والخداع ، وإستطاع هذا الشعب الأعزل والطيب الذي أطلق على نفسه المجتمع والحراك المدني الرافض لطائفيتكم البغيضة ،وإستطاع كل مواطن لبناني غير طائفي أن يدرك خباياكم وخبايا مراديكم ، وإستطاع أن يزيل القناع الأسود عن وجوهكم ويمزَّقها ، ويرفع الصوت عالياً ، كفاكم تمزيقاً وغشاً وخداعاً ونفاقاً، وكفاكم نهباً وإختلاساً بإسم المظلومية والحرمان.....

إننا أقوى منكم ومن طائفيتكم ومن قوَّتكم، لأنكم لم تستطيعوا أن تخدعونا عن أنفسنا وعن إيماننا وعقيدتنا ووطننا وأرضنا وشعبنا وعن دولتنا، أيها الزعماء والرؤساء فأيُّ خيرٍ تطلبون لهذا الشعب ولهذا البلد بعد أن فرقتمونا عن بعضنا البعض، وأي خيرٍ تريدونه لنا بعد أن صيَّرتونا أحزاباً وشِيَعاً ، وقطعتم أوصالنا ،وألقيتم العداء والعداوة والبغضاء بين أبناءنا وأرحامنا، ولكن لا تستطيعون أن تبتاعوا من قوتكم وأموالكم مواطناً لبنانياً شريفاً نظيفاً حرَّاً مستقلاً ،أو نفساً أبيَّةً عزيزةً كريمةً، لتأييد سياساتكم المريرة ، نقول لكم أنتم الضعفاء ونحن الأقوياء ، لأننا شعب ننبذ الطائفية والتفرقة بين أبناءنا ،ونريد أن نعيش يداً بيدٍ تحت سقف الدولة والقانون والعيش الواحد ..

 أيها الزعماء بإستطاعتكم أن تصبغوا وجه لبنان بالدماء، وأن تملأوا الشوارع بالأشلاء ،وأن تعطِّلوا البلد، ولكن ليس بإستطاعتكم أن تتقوا نظرات المظلومين والمحرومين والمنكوبين التي نلقيها عليكم حينما نراكم ونشاهدكم، إن أردتم أن تفرِّقوننا وتقتلوننا لن تفعلوها إلاَّ بأيديكم وأيدي محازبيكم وليس بأيدينا ولا أيدي هذا الشعب...

بإستطاعتكم أن تحكموا كل شيء إلاَّ قلوبنا وأفئدتنا وحريتنا وأقلامنا وعزتنا وكرامتنا ، بإستطاعتكم أن تحكموا بشرائعكم الطائفية والعسكرية ، ولكن لا بإسم الشرعية المنبثقة من هذا الشعب وبإسم الدستور والأحكام السماوية، لأنكم لن تنالوا منالاً من تلك العقيدة الراسخة في قلوب اللبنانيين الرافضين لسياستكم الطائفية البغيضة والمميتة ،وهي أنّكم أضعف من الضعفاء وإن كنتم الزعماء الأقوياء لأنكم إعتمدتم عليها هي ليست قوة ضمير السياسة الحامية للوطن والأرض والشرف ، بل هي قوة الضعف والشر والغضب، فالشعب اللبناني هو المنتصر وأنتم المنخذلون .