إنّ الإنتصار في الملف النووي ليس نهاية مهماتنا ، بل هو بداية انتصارات أخرى، والحصول على الإتفاق النووي، ليس معناه أن نتكلم ونتصرف كما نشاء من دون أن نمر من دون ردود فعل الآخرين.

وأشار إلى إجراء الانتخابات التشريعية وانتخابات مجلس خبراء القيادة بصورة متزامنة، الأمر الذي "يعتبر هاما للغاية بالنسبة لنا"..

وأضاف: "إذا توصلنا جميعاً إلى هذه القناعة الهامة بأنّ الشعب الإيراني هو صاحب القرار في البلاد ، فإنّ المشكلة ستعالج، وإن كان أحد يفكر بطريقة أخرى فإنّه سيضر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ".

قال الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني ، تلك الكلمات خلال اجتماع مشترك لمحافظي جميع المحافظات وأعضاء مجلس الوزراء، وتهجم على مجلس صيانة الدستور المتشكل من رجال دين منتمين إلى التيار المحافظ ، يتدخلون في مسار الإنتخابات الرئاسية وفق ما يشاؤون وذلك حسب تفسيرهم الخاطئ للدستور الإيراني الذي ألقى عاتق ذاك المجلس ، مهمة الإشراف على الإنتخابات وليس على تنفيذها.

اتهم روحاني ، مجلس صيانة الدستور بالإضرار بمصالح النظام، إذ إنّه يعرف أن أعضاء هذا المجلس، يستعدون منذ الآن أي قبل سبعة أشهر من الانتخابات، لمنع آلاف من المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين، من تقديم ترشحهم تجنباً من رفض طلباتهم من قبل هذا المجلس، بحجج واهية من أمثال عدم الالتزام الفعلي بالإسلام أو عدم القناعة بالدستور من دون تقديم أي وثيقة تثبت ذلك.

الرئيس الإيراني حسن روحاني يشعر بالغبن والخدعة من قبل معارضيه داخل النظام ، الذين يقللون من أهمية التوافق النووي مرة أو اعتبارها خيانة للمصالح القومية والأمن القومي ثانية والتصريح بأن المرشد الأعلى آية الله خامنئي ليس راضياً عن الاتفاق ثالثة.

وفي مواجهة تلك الحرب الإعلامية التي شنها التيار المحافظ المتشدد ، يؤكد روحاني على أهمية الاتفاق النووي كإنجاز كبير لحكومته، ولم يكتف روحاني بإعادة الاعتبار للاتفاق النووي، بل أراد استثماره في مستقبل إيران السياسي، خاصة في الانتخابات المقبلة للبرلمان ومجلس خبراء القيادة، وهكذا يطبق المقولة الشهيرة التي ترى أن أفضل دفاع هو الهجوم.

يرى روحاني أنّ حكومته وجميع إنجازاته إنّما هي وليدة إرادة الشعب الذي قال في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كلمته وعبر عن إرادته للمصالحة والحوار والسلم، ولن تنته حقوق الشعب الإيراني عند انتخاب رئيس البلاد، عندما كانت البلاد متعرضة للخطر بسبب الملف النووي، بل يجب تشجيعه للاستمرار في مسيرته في مرحلة ما بعد الاتفاق.

ولكن هذا الموقف من الرئيس روحاني، أثار سخط المتشددين، أولهم قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، الذي دعا الرئيس إلى الدقة في تصريحاته معتبراً إن تصريحات روحاني تمثل بداية انهيار استقلال النظام الإيراني وعزة الشعب.

واتهم الجنرال، الرئيس روحاني بأنه يريد فتح منافذ لتغلغل أعداء النظام ولكن الحرس لن يسمح بتطبيق هذه الفكرة في إيران