جادلوه حول إرث زوجته فأرداهم الواحد تلو الآخر، وأغرقهم بدمائهم، قبل أن يطلق النار على نفسه، فانتقل الأربعة إلى العالم الآخر تاركين العقارات والأموال من دون أن يحسموا أمر مصيرها. هي مجزرة عائلية وقّعها محمود حسين ياسين ببصماته.

 

 

عند حوالي الساعة التاسعة والنصف من مساء الاربعاء، قصد محمود منزل شقيق زوجته محمد علي ياسين فاجتمع به وبشقيقه محمود علي ياسين، لكن المحمودين لم يعودا إلى منزلهما، كذلك جميع من تواجدوا في تلك السهرة، إذ نال كلٌّ منهم نصيبه من مسدس وجّهه القاتل الذي لم يكن راضياً عما ورثت زوجته رولا. و شرح أحد المقربين المفجوعين من هول الخبر قائلاً: "من المستحيل ان يتوقع انسان ان تكون الاموال اغلى من الارواح، وان ترتكب مجزرة، كل ذلك من أجل جماد". وأضاف " توفّي علي ياسين قبل نحو عام، ملتحقًا بزوجته التي سبقته بسنوات، تاركًا إرثًا كبيرًا، منه مبنى في الاشرفية اضافة الى عقارات في مناطق اخرى، تمّ توزيعها على من بقي حيًّا من أولاده الاثني عشر والتي منهم رولا، لكن محمود زوجها لم يكن راضياً عن نصيبها من الميراث، فارتكب ما أدهش الناس في الامس".

 

 فاجعة كبيرة

صدمة رولا كبيرة منذ ان سمعت أزيز الرصاص ينبعث من منزل شقيقها المجاور لمنزلها عند مدخل بلدة كترمايا. و"كلمة فاجعة لا تفي لوصف حالة زوجة خسرت زوجها وشقيقين وزوجة أخيها، التي كما يبدو هربت الى شرفة المنزل كي تنجو من جنون محمود، لكنه لحق بها وصبّ غضبه عليها، وبعد ان أجهز على من تواجد معه اطلق النار على نفسه، لترتفع أرواح الأربعة إلى السماء، تاركين الأملاك على الارض، ليرثها غيرهم".

 

اشكال فـ... مجزرة!

أشاد كثيرون بأخلاق محمود العامل في معمل سبلين للترابة، فهو "من خيرة الناس، لم يتدخل يوماً بشؤون غيره، ولم يفتعل إشكالاً". وشرح أحد المقرّبين ان "مسرح الجريمة يدل على أن اشكالا كبيرًا وقع في المكان، كراسي محطّمة واغراضًا مكسّرة، قبل ان يطلق محمود (مواليد 1966) النار على المهندس محمد (مواليد 1954) وزوجته ريما سيف الدين اللذين لم يرزقا بأولاد، وعلى محمود (مواليد 1963 أعزب) وبعدها أقدم على  الانتحار".

 

من أجل "الزينة" ارتكب جريمة

يقول البعض في البلدة ان المال بالنسبة لمحمود كان أغلى من حياته ومن حبّه لأولاده، لكنه رحل تاركاً "شابين يعمل أحدهما في مؤسسة تجارية، بينما الآخر عاطل عن العمل، وابنة متزوجة". وأضاف المقرب "اليوم دفن الأربعة، القاتل في الجبانة القديمة قرب الساحة، والثلاثة الباقون في الجبانة الجديدة"، لتختم قصة مأساوية عنوانها "حين يعمي المال ابصار العباد". واستطرد "يقول الله تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، لكن للأسف محمود شوّه نهايته، وما تبقى من حياة عائلته من اجل المال!".

 

الأمن يؤكد

مصدر في قوى الامن الداخلي أكد لـ"النهار" أن "سبب الجريمة التي وقعت في اقليم الخروب ميراث عائلي، وأن محمود انتحر بعد أن قتل من تواجد معه"، واضاف ان "الادلة الجنائية حضرت الى المكان وعملت على رفع الادلة والتحقيق لا يزال مستمراً".

 

هذا ما حصده!

كأنّه مكتوب أن تترك الجرائم بصماتها التي لا تمحى على بلدة  كترمايا. فلا ينسى احد كيف قتل سكان منها الشاب المصري محمد سليم مسلّم في العام 2010 ، وسحلوه وعلقوه على عامود كهرباء بعد ساعات من ارتكابه جريمة قتل ذهب ضحيتها كوثر وحفيدتيهما آمنة (7 سنوات) وزينة الروّاس (9 سنوات). ليترك في الامس محمود بصمة جديدة... مجزرة ستذكرها الاجيال في البلدة علّها تتعلم أنه بدلاً من المال، حصد بجريمته ترابًا غطى كفنه!