عقد وكيل عائلات شهداء الجيش في معركة عبرا المحامي زياد بيطار مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في "نادي الصحافة" في فرن الشباك، حذر فيه من مغبة "حدوث تسوية في قضية الشيخ الموقوف أحمد الأسير"، مشددا على أن "دماء الشهداء ليست للتفاوض". وأعلن عن "إنشاء محكمة الشعب التي لا تسويات فيها".
وقال البيطار في المؤتمر الذي حضره مسعود الاشقر وعائلات الشهداء: "في 8 حزيران الماضي، ومن نادي الصحافة بالذات، توجهنا للأسير متمنين رؤيته ماثلا أمام المحكمة العسكرية وليس فارا من المعركة تاركا رجاله يجرون أذيال الهزيمة. واليوم، بفضل جهود الأمن العام اللبناني واللواء عباس ابراهيم بالذات، صار التمني حقيقة وتجدد الأمل بالعدالة. إلا أننا نتساءل: لماذا انتظرت الدولة الأسير كل هذا الوقت لتقبض عليه؟ ولماذا لم تلق القبض على فضل شاكر بعد؟ علما ان هناك اتفاقية أمنية بين الدولة والمربع الفلسطيني؟ اننا نعتقد السبب يعود لمراعاة ظروف سياسية، ونطالب الأنتربول بالتدخل للقبض على مطلوبين هاربين إلى الخارج، لأننا لسنا قادرين على الإمساك بمجرم قتل الجيش من قلب وطننا وبلادنا وهو معروف المكان. وهل الحقيقة أنه تم الإيقاع بالأسير ضمن صفقة سياسية؟ لذلك أتوجه للأسير بالقول: لقد تخلى عنك كل الذين مولوك في الداخل وفي الخارج والذين حرضوك أو أعطوك السلاح وكذلك من ساعدك على الهرب، وكنت ضحية مؤامرة عنوانها: "الخلاص لفضل شاكر" والخلاص لكل من حرض ومول وهرب ودعم أحمد الأسير، ومن هنا أنصحك بألا ترحم أحدا لأنهم لم يرحموك، كما أتوجه للمتورطين في هذه الصفقة وأقول لهم: لن تتمكنوا من إعطاء صك براءة لفضل شاكر. لم تستطيعوا تخليصه ولن تستطيعوا، وأولياء الدم الحاضرون هنا لن يرضوا بأي تسوية، ولا يحق لأحد التفاوض على دم شهدائنا؟ ان الذي يؤمن تمويل الجماعات الإرهابية ويؤمن لهم التغطية هو مجرم مثل أحمد الأسير الذي لم يكتفِ بارتكاب أعمال القتل في عبرا، فانتقل إلى طرابلس حيث نظم خلية إرهابية مع حبلص لتقتل أشرف جنودنا وضباطنا في بحنين".
وأضاف: "لماذا ننتظر وقوع الإعتداء ما دمنا نعرف مصادر التحريض؟ وكيف أن مجرما مثل أسامه منصور الذي بحقه عشرات مذكرات التوقيف كان كلما تم القبض عليه يخلى سبيله بسحر ساحر إلى أن لاقى حتفه وهو يطلق النار على الجيش اللبناني؟ أين هم قتلة فرنسوا الحاج ووسام عيد وسامر حنا ووسام الحسن وكل من فجر وقتل أبرياء من غير رحمة؟ نحن ضد كل قاتل ومجرم كائنا من كان والى أي جهة انتمى. لا تسألونا لماذا نحكي عن فلان وليس عن فلان، نحن ضد كل المجرمين بدون أي اعتبار أو سياسة أو طائفة، فالمجرم لا دين له ويجب أن ينال جميع المجرمين نصيبهم من القصاص وأن يساقوا إلى العدالة ليكونوا عبرة لكل من تسوله نفسه الإعتداء على الجيش والمؤسسات الأمنية والمواطنين الأبرياء والسلام".
وتابع البيطار: "الشعب اللبناني ليس أعمى، وله الحق أن يعرف ويحاسب، لقد بدأنا نشتم روائح الصفقات والتسويات السياسية، لذا أتوجه إلى الحكام قائلا: إذا كنتم تتقاسمون كل شي في البلد بوكالات ممددة لمجلس النواب أو بمجلس وزراء غير فعال، إنما لا يمكنكم التعاطي مع هذه القضية مثل قضية النفايات ولا كقضية الكهرباء ولا مثل المحاصصة بالوظائف. ان ملف قضية الشهداء وتضحياتهم لا يمكنكم التدخل فيها لتخلية فلان أو لتخفيف المسؤولية عن فلان. نحن لم نعطيكم وكالة عن دم الشهدا وإذا استطعتم فرض تسويات غير قانونية في القضاء إنما لن تتمكنوا من الهرب من محكمة الشعب التي نعلن عن إنشائها من هنا من على هذا المنبر اليوم. اليوم، بعدما صار الأسير في قبضة العدالة، نفاجأ بأن العديد ممن كانوا ساكتين من قبل وقفوا مهللين، وكم كنا نتمنى أن يقفوا إلى جانبنا منذ البداية للإقتصاص من المجرمين ومن وراءهم".
وختم: "كفى رهانا على سقوط المؤسسات العسكرية والأمنية لأن هذه المؤسسات هي الوحيدة الصامدة في وجه التلوث المالي والسلطوي وثمنها شرف وتضحية ووفاء.
كفانا إتفاقات أمنية تحمي المعتدي و بتمنع الدولة الإقتصاص من المجرم، نحن نعرف عن التسويات التي حدثت في نهر البارد والضنية. وفي المناسبة نسأل أين صار شاكر العبسي؟"