بعد مضي شهر على زيارة رئيس المکتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للمملكة السعودية التي رافقتها إشاعات حول تعهد حركة حماس بإرسال مقاتلين فلسطينيين إلى اليمن لدعم التحالف ضد الحوثيين ، استقبلت إيران عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في الأسبوع الماضي وقال مجدلاني أنّه حمل رسالة من الرئيس محمود عباس إلى القيادة الإيرانية تشدد على تصويب وتصحيح العلاقات الفلسطينية الإيرانية، والتعاون المشترك في مختلف المجالات .

وأكد مجدلاني " أنّ الحكومة الإيرانية تدعم كافة السبل السياسية والدبلوماسية ومع السيادة الفلسطينية من أجل تمكين الحماية لشعبها ووقف العمليات الإجرامية ،والسعي إلى تطوير وتصحيح العلاقة الفلسطينية - الإيرانية وبذل الجهود في دعم التعاون الإقتصادي".

والأهم من جميع ذلك أعلن مجدلاني "أنّ إيران قررت تعيين سفير غير مقيم للشؤون الفلسطينية في وقت قريب".

ويمثل تعيين سفير لدى الحكومة الفلسطينية أهم تطور في العلاقات بين الطرفين، إذ بالرغم من أن إيران منذ سقوط الشاه وانتصار الثورة وقبل عقد الإستفتاء العام بشأن النظام الجديد ، فتحت السفارة الفلسطينية في مبنى سفارة الكيان الصهيوني لدى طهران ، إلا أنّ العلاقات السياسية بين إيران وحركة فتح كانت متوترة منذ أكثر من ثلاثة عقود ، كما العلاقات بين سوريا وتلك الحركة.

لكن حصول التوافق النووي، شجع الحكومة الفلسطينية على فتح العلاقات السياسية مع إيران التي أظهرت استعدادها لحل المشاكل عبر الدبلوماسية، كما أن لديها نفوذ تاريخي على حركة حماس، ولو أن هذا النفوذ اقتصر في السنوات الأخيرة على الجناح العسكري للحركة في غزة.

ومتزامناً مع زيارة مجدلاني لطهران ، أفادت وكالات بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور طهران.

هذا وتم تأجيل زيارة خالد مشعل لطهران عدة مرات منذ ثلاث سنوات ، ومن المرجح أن يكون سببه استياء طهران من انضمام أعضاء في الحركة إلى الجمعيات المعارضة العسكرية ضد النظام السوري.

وفي غضون ذلك وخلافاُ لتيار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، أعلن حسين شيخ الإسلام مستشار على لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني، يوم أمس، أنّ إيران رفضت طلب الرئيس محمود عباس، ونفى الأخبار عن زيارته المتوقعة في تشرين الأول المقبل، مضيفاً : "أنهم طلبوا أكثر من مرة زيارة طهران، ولكننا رفضنا، وكرروا طلبهم أخيراً ولم نقبل به حتى اللحظة" .

وأضاف شيخ الاسلام إن إيران وحركة حماس وضعتا خلافاتهما في الشأن السوري جانباً وأنّ إيران تستعد لاستقبال قياديي الحركة في أي وقت يريدون.

وهكذا يبدو أنّ هناك صراع بين حكومة الرئيس روحاني التي تميل إلى فتح العلاقات مع فتح، وبين مجموعات غير مسؤولة خارجة الحكومة وغير منسقة مع وزارة الخارجية تحاول استمرار العلاقات الحصرية مع حركة حماس، وفرض إرادتها على الحكومة، بتصريحات لا تليق بأية دولة في العالم، فضلاً عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت تتصدر لائحة الداعمين لفلسطين .

إنّ تصريحات حسين شيخ الإسلام تعارض النزاهة والأعراف الدبلوماسية كما إنّها تدخل سافر في مهمات وزارة الخارجية الإيرانية، التي يشرف عليها الوزير ظريف وتنطق باسمها المتحدثة الرسمية مرضية أفخم .

من المستبعد جداً أن يكون حسين شيخ الإسلام يتحدث باسم الوزارة الخارجية، رغم أنه دبلوماسي سابق، ترك بصماته المؤلمة على الخلافات بين حركة أمل وحزب الله في الثمانينيات، ولديه باع طويل في اتخاذ المواقف المستعجلة وغير المدروسة.